ظروف اقتصادية متردية وحصار إسرائيلي متواصل وقلة في المال والقوت، دفعت إحدى السيدات في قطاع غزة لتصبح سائقة أجرة، ليس من أجل التسلية، وإنما كمصدر دخل لها ولأسرتها.

السيدة نائلة أبو جبة (39 عامًا) من مدينة غزة ربة أسرة وتعيل 7 أفراد، اختارت أن تكافح مرارة الحياة، عبر مشروعها الخاص بالنساء.

"مكتب تكسيات المختارة"، مشروع نسائي بامتياز، لاقى انجذاب كثير من المواطنات، لاعتباره الأول في قطاع غزة الذي يستهدف فئة النساء فقط.

زرعت الفكرة في عقلها، فكان لتواجد المركبة دور كبير في انعاشها، لاكتساب أجر مادي يُعيلها على تحمل الأعباء الحياتية الصعبة.

ونمت الفكرة وازدهرت أكثر في ذهن أبو جبة، وفق حديثها لـ "الوطنية"، بوجود غرفة كبيرة في منزلها، فقررت تحوليها ليكون مقر مكتبها.

وتقول إن الراحة النفسية في التعامل بين السيدات أكثر مما تكون مع الرجال، فكان هذا الأمر له دور كبير في جذب الإناث، مشيرة إلى أن المرأة من حقها العمل في المجتمع مثلها مثل الرجال.

وتعمل بسيارتها الخاصة، وهي تستقبل اتصالات زبوناتها للتوصيل خلال فترة العمل اليومية التي تبدأ من ساعات الصباح الباكر وتنتهي مع بدء حظر التجوّل اللّيلي في غزة، في ظلّ جائحة "كورونا".

وتستخدم أبو جبة مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن، من أجل عرض فكرتها والتوسّع في مشروعها الذي أطلقته نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد فترة من التفكير واستطلاع آراء المحيطين.

ووجد المشروع، إقبالًا شديدًا من قبل شريحة واسعة من السيدات اللواتي تعاملن معها، بالرغم من أنّ طلبات التوصيل ليست كثيرة هذه الأيام، نظراً لتفشي فيروس كورونا وفرض حظر التجوّل الليلي.

ووفقاً لإحصائيات رسمية، فإنّ معدل البطالة بين النساء في غزة ارتفع بشكل ملحوظ، وزاد بنسبة 16% خلال العامين الماضيين، ليقترب اليوم من 90%، في وقت تزيد فيه نسبة البطالة العامة عن 54%، في صفوف المجتمع الغزي.

ودفع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية ووصول نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى نحو 70%، بالعديد من السيدات، نحو تأسيس مشاريع ريادية، كسرت بعضهن من خلالها القوالب المجتمعية المعتادة عن طبيعة الأعمال الخاصة بالنساء.

المصدر : وجيه رشيد- الوطنية