نفذ مركز شؤون المرأة، ورشة تشاركية بعنوان " "تجارب ورؤى "ضمن مشروع "تعزيز مشاركة المرأة وتأثيرها في صنع القرار السياسي الرسمي والغير الرسمي "هي تقود "، والذي ينفذه المركز بتمويل من مؤسسة كفينا تل كفينا السويدية KTK.
افتتح اللقاء بالترحيب بالضيوف والوقوف للسلام الوطني الفلسطيني، ومن ثم تخلله عرض مرئي تتضمن أنشطة وفعاليات المشروع التي بدأت من العام 2017 وحتى 2020.
وقالت مدير مركز شؤون المرأة آمال صيام في كلمتها، "إننا أمام نهاية تدخلات مشروع في غاية الأهمية، وهو تعزيز مشاركة النساء في صنع القرار السياسي على المستويين الرسمي وغير الرسمي الذي نفذه المركز على مدار أربعة أعوام متتالية، نجحنا من خلاله بتكوين شراكات جديدة مع 5 بلديات من مختلف مناطق قطاع غزة، مُبينة أهمية هذه الشراكة التي أضافت إضافة نوعية للمشروع؛ لمساهمتها في تشكيل مجالس ظِل في كل بلدية، بقيادة الشابات اللواتي أسهمن في نجاح وفعالية المشروع".
وأكدت صيام على أن المركز ومنذ تأسيسه في تسعينات القرن الماضي، وهو يحمل في رؤيته ورسالته أهمية تعزيز مشاركة النساء في صناعة القرار، التي وصفتها بالمشاركة الضعيفة فهناك إشكالية في نسبة التمثيل التي تزداد بنسبة قليلة، في ظل ما نشهده من اقصاء للنساء على طاولة المفاوضات وجولات المصالحة الفلسطينية، ناهيك عن الاقصاء المتعمد للنساء في لجان الطوارئ المحلية التي شُكلت لمواجهة جائحة كورونا، غير مدركين بأن نسب العنف في العالم زادت بنسبة 84 % بسبب كورونا، وهذا يتطلب تدخل للمؤسسات النسوية والمجتمع المدني إلى جانب لجان الطوارئ، كونه خرج من أنه صحي فقط.
بدورها، قالت منسقة المناصرة بالمركز وسام جودة، إن هذه الورشة التشاركية جاءت لتعكس تجارب النساء والفتيات طيلة فترة المشروع على مدار أربعة سنوات، من العمل في تنفيذ الأنشطة المختلفة والمتنوعة، وهذه الورشة أسهمت بشكل فعلي في تحقيق نجاح ملموس سواء على صعيد المستوى الشخصي لهؤلاء الفتيات والنساء، أو من خلال قدرتهن على تغيير البيئة المحيطة حولهن، فأصبحن قادرات على التعبير عن شخصيتهن بقدر واسع من الجرأة والفهم والوعي وهذا يعتبر حصاد المشروع الذي بدأ معهن ولن يتوقف عند هذا الدور، هذا التنوع الذي ترونه اليوم من تجارب أربعة رئيسية تجسد بكل معانيها مدى إمكانية المرأة وقدرتها على القيادة والمسؤولية، وأنها يجب أن تكون في مواقع تأهلها للمشاركة الحقيقية في صنع القرار على كل المستويات، بالتأكيد الطموح لدينا موجود من أجل إيصال المرأة الفلسطينية ودعمها، واكمال الرسالة لجميع النساء والفتيات اللواتي بحاجة إلى دعم واسناد.
وأدارت جلسة اللقاء الأولى أمل بريكة، حول "دور البلديات في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة"، بحضور هناء زعرب عضو مجلس حي – منطقة بطن السمين، و"تجربة مجالس الظل في البلديات" للشابة ابتهال شراب، احدى الشابات الفاعلات في المشروع.
وبدأت زعرب بالحديث عن تجربتها في انتخابات بلدية خانيونس للجان الأحياء التي بدأت قبل حوالي ثلاثة سنوات، وكانت التجربة الأولى في تاريخ البلدية التي ضمنت تواجدها كامرأة، لذلك كان للبلدية دور في تعزيز ثقافة المجتمع نحو تمكين المرأة في حقها بالترشح أو الانتخاب من خلال الحي الذي تقطن فيه، ففي الحقيقة تجربة الخوض في انتخابات نزيهة وديمقراطية كانت مميزة وجديدة وفريدة من نوعها، وتابعت أنها نجحت في الانتخابات وحصدت 680 صوت، وما ساعدها على الفوز هو وجود العنصر النسائي بقوة الذي لعب دورًا كبيرًا في تسهيل وصول المرأة في صناعة القرار في البلدية، لتتولى بعدها مسؤولية لجنة المرأة والطفل التي من خلالها مكنت نساء الحي المهمش ثقافيًا واجتماعيًا.
بينما تطرقت شراب في ورقتها إلى تعريف مجالس الظل وهي "مجموعات شبابية" موزعة جغرافيًا على مستوى المحافظات، يندرج عملها ووجودها داخل البلديات، وكان لهذه المجالس دور كبير في تعزيز انخراط الشابات في العمل السياسي داخل البلديات وعمل لجان الأحياء، وكانت أولى خطوات الممارسة الجيدة إجراء انتخابات على مستوى مجالس الظل لاختيار رئيس المجلس والنائب بحيث كان يضم كل مجلس عشرين شابة، مضيفة بأنها تمكنت ولأول مرة في حياتها من خوض انتخابات، خاصة في ظل تعطل الانتخابات على مستوى الوطن بسبب الانقسام الفلسطيني، وبعد فرز الأصوات حصلت على منصب نائب رئيس مجلس ظل محافظة خانيونس، ومنذ أن تقلدت المنصب عهدت إلى تنفيذ جلسات مساءلة وجلسات استماع، ومناظرات، وورش توعية حول المشاركة السياسية للشابات مما عزز قدرة الفتيات على الممارسة بشكل كبير.
وأدارت الجلسة الثانية إيمان عياش، وتضمنت مداخلتين: الأولى حول "الشابات ذوات الإعاقة والحقوق السياسية واقع وطموح" قدمتها الناشطة الشبابية إسراء أبو لحية، والمحور الثاني جاء بعنوان "النساء الفاقدات تجارب نضالية للوصول لبر الأمان" قدمتها ياسمين سحويل.
في حين أوضحت أبو لحية في ورقتها، المعيقات التي تحد من مشاركة النساء ذوات الإعاقة في الحياة السياسية أبرزها: قلة الوعي لدى النساء والفتيات ذوات الإعاقة حول المشاركة السياسية، وضعف التمويل الموجه لمثل هذه البرامج، فالتركيز يقتصر على جانب الدعم والمناصرة، وبينت أن الوضع الاقتصادي السيء يلعب دور كبير في عرقلة وصول النساء والفتيات ذوات الإعاقة لمراكز صنع القرار، بالإضافة إلى عدم موائمة مراكز الاقتراع الانتخابية فيزيائيًا ومعلوماتيًا لمختلف الإعاقات، منوهة إلى أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة لا زلن يواجهن النظرة المجتمعية التي تلعب دور في صعوبة وصولهن إلى مراكز صنع القرار.
أما سحويل التي عبرت عن امتنانها لمركز شؤون المرأة الذي نجح بإخراجها من حالة الوحدة والعزلة إلى الانطلاق نحو الحياة المجتمعية، حيث بدأت معاناتها في عدوان 2014 عندما اضطرت هي وأسرتها لمغادرة منزلها الكائن شرق بيت حانون بسبب القصف الإسرائيلي الشديد، متجهة إلى مدارس الأونروا باعتبارها نقطة آمنة ومن المستحيل أن تتعرض لقصف كونها تتبع لمنظمة دولية، لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور إلى خوف وفقدان، عندما أطلقت مدفعية الاحتلال وابل قذائفها نحو السكان القاطنين في المدرسة وأودت بحياة نجليها وتضرر أسرتها، لتدخل بعدها في حالة صدمة نفسية وعصبية شديدة جعلتها حبيسة المنزل وأفقدتها فيما بعد عملها في رياض الأطفال، موضحة أن انضمامها للمشاركة بأنشطة المركز ، أسهم بشكل كبير في التفريغ وتقديم الدعم النفسي للنساء اللواتي فقدت أعز ما يملكن في هذه الحياة.
وأوصى المشاركون خلال اللقاء بمجموعة من التوصيات ذات الأهمية:
-فسح المجال أمام النساء بالترشح في انتخابات المجالس البلدية والمحلية في البلديات، بما يضمن الشفافية والنزاهة خلال سير العملية الانتخابية.
-تفعيل انتخابات الأطر الطلابية في كافة الجامعات الفلسطينية، وتعزيز دور الشابات في المشاركة كأولى طرق الوصول إلى صناعة القرار في المراكز الرسمية وغير الرسمية.
- إشراك النساء بشكل حقيقي وداعم في العمل السياسي داخل الأحزاب السياسية ومنحهن فرصة تقلد رئاسة الأحزاب والمؤسسات المجتمعية.
-التخلص من العادات والتقاليد التي تسهم في تحجيم دور المرأة واقتصاره فقط على نطاق الأسرة والتربية، من خلال زيادة التوعية والتثقيف في الحياة السياسية وأهمية مشاركة النساء والفتيات.
-توعية الفتيات ذوات الإعاقة على أهمية وتعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية من خلال الترشح والانتخاب وضرورة المطالبة بحقوقهن في ذلك.
-تأهيل وصول النساء ذوات الإعاقة إلى مراكز صنع القرار سواء فيزيائيًا أو عمليًا بما يحقق مشاركة فاعلة في وضع الخطط الاستراتيجية.
المصدر : الوطنية