كشف تحقيق استقصائي، مساء اليوم الإثنين، تورط العديد من القيادات الفلسطينية، في فصل القائد بحركة "فتح" محمد دحلان.
واستعرض التحقيق، الذي بث على قناة "الكوفية" تحت عنوان "الرواية المفقودة"، الحقيقة التي وصفه بـ "الحرب القذرة" التي شنتها جهات داخلية وخارجية على دحلان، لإبعاده عن المشهد السياسي وإخراجه من الوطن.
وأسدل الستار أيضًا، عن تورط السلطة في تدمير وحصار قطاع غزة، ورفض انقاذها بدافع الحقد على قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" محمد دحلان، الذي أصدر الرئيس محمود عباس قرار باقتحام منزله، كما يكشف التحقيق عن قرار" تصفية دحلان".
وفيما يلي نص التحقيق كما هوا مصورًا:
تونس العاصمة 1993، حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية وحيث انطلقت قصة الرجلين محمد دحلان ومحمود عباس، كانت فترة التحضيرات النهائية لتوقيع اتفاقية أوسلو.
محمود عباس، أحد أعضاء الفريق المكلف بالتفاوض على هذا الاتفاق، أما محمد دحلان فكان بمكتب لجنة غزة يقود العمل التنظيمي في القطاع.
يقول القائد محمد دحلان، إن هذا المكتب أنشئ قبل هذا التاريخ بخمس سنوات، في البداية كنا نتابع الأمور التنظيمية الخاصة بحركة فتح، ولكن توسعت دائرة عمل المكتب وطاقمه، حيث كان يتم جمع كل تفاصيل الحياة في قطاع غزة لنوثقها ونتابعها متابعة جدية، نحاول من خلال هذا العمل أن نخلق من المؤسسات المبعثرة تفاصيل قادرة على قيادة الوضع في قطاع غزة في مرحلة قد نأخذ فيها سلطة وطنية.
لكن رغم تواجدهما في نفس البلد وبنفس المنظمة لم يلتقِ الرجلان، من قبل إلى أن تم تكليف حسن عصفور وزير المفاوضات السابق في الحكومة الفلسطينية بمهمة تعريف الرجلين ببعضهما البعض.
عباس: دحلان شاب له مستقبل باهر
يقول حسن عصفور، إن دحلان تم إبعاده من غزة ووصل تونس متأخرًا بعد فترة من إبعاده، ولم تكن علاقته بالسياسة أساس عمله، إذ أنه كان عسكريًا، وشبّهته بي.
ويضيف عصفور، قلت لمحمد دحلان، من الجيد أن تتعرف على أبو مازن لأن له رؤية في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، صحيح أنه اتخذ موقفا سلبيًا وقتها، وفوجئت برد لم يعجبني حيث قال "مش هاجي عندكم انتم عاملين زى الوكالة اليهودية"، لكنه وصل لاحقا وتعرف على أبو مازن، وعباس أعجب به جدا وقال إنه شاب له مستقبل باهر، وفي المقابل فإن دحلان أعجب على الصعيد الشخصي بشخصية أبو مازن باعتباره لطيفا ودودا جدًا ويحب المزاح.
دحلان يعيد عباس إلى أرض الوطن
إثر توقيع اتفاق أوسلو، حجّم ياسر عرفات، دور محمود عباس فبقي أبو مازن بتونس ولم يلتحق بأبو عمار في فلسطين.
وتابع عصفور، بدأت بعض الأطراف العربية في استخدام بعض الشخصيات القيادية، مستغلة الخلاف حول أوسلو، لتشكيل مركز سياسي مضاد لأبو عمار، فخرج بيان ضد أبو عمار ووقع عليه أبو مازن وحركة حماس وعدد من قيادات مركزية فتح وعدد من مؤسسيها، وهو الأمر الذي مثّل رسالة إنذار لنا جميعًا، بضرورة ألا يكون هناك مركز مضاد في الخارج.
استشعرت قيادات فلسطينية، من ضمنهم القائد محمد دحلان خطورة الموقف فتدخلوا لدى الشهيد ياسر عرفات ليعود محمود عباس إلى فلسطين، وتمت المصالحة بين الرئيس عرفات ومحمود عباس في منزل محمد دحلان.
يؤكد حسن عصفور، أن الرئيس عرفات اعترض على دخول عباس إلى مكتبه، ما كان ينذر بأزمة، لكننا نجحنا في تنظيم لقاء يجمعهما في منزل محمد دحلان.
تولى محمود عباس أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1996.
دحلان ينقذ عباس من محاولة اغتيال
وفي سنة 2003، أصر عباس على تولّي محمد دحلان منصب وزير في حكومته، وبعد استشهاد ياسر عرفات سنة 2004، أنقذ محمد دحلان محمود عباس من محاولة اغتياله في بيت عزاء ياسر عرفات، والتي راح ضحيتها اثنان من مرافقي عباس، هما كمال سالم أبو قينص ورفيق على درويش القرعيشي.
وفي 2005 دعم دحلان، محمود عباس في ترشحه لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.
يشير عصفور، إلى أن القائد دحلان وقف مع الرئيس محمود عباس، بكل قوته، وجنّد كل علاقاته لخدمة هذا الموضوع.
يقول القائد محمد دحلان، إن ما كان يعنيني في كل حملته الانتخابية كيف يستطيع شخص لم يتعود على مواجهة الجمهور، وحرض عليه بقتل كاد أن يقتل.
ظلت العلاقة بين الرجلين جيدة حتى أواخر عام 2005، وقد بدأ التحضير لعقد الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فكانت عنوان أولى محطات الخلاف.
المواجهة الأولى
محمود عباس مُصر على الذهاب إلى الانتخابات التشريعية الفلسطينية بسبب ضغوط أمريكية مارسها بوش الابن، بينما كان محمد دحلان وقيادات فتحاوية أخرى ضد عقد الانتخابات في ذلك التوقيت بالذات، نظرا لمرحلة الوهن التي تمر بها حركة فتح.
تشبث الرئيس عباس برأيه، كان وقتها في السعودية، وحتى يفرض موقفه، ساوم الجميع إما الموافقة على الانتخابات وإما عدم عودته إلى فلسطين وتقديم استقالته، وبالفعل كان له ما أراد وتحدد يوم 25 يناير/كانون الثاني موعدا للانتخابات.
دحلان يتنبأ بهزيمة قادمة لـ"فتح".. وعباس يصر على الانتخابات
يقول الرئيس محمود عباس، في 2006 دخلنا الانتخابات وأنا كنت أعرف أننا سوف نخسر الانتخابات، لكن اتخذنا قرارا ولم أشأ الرجوع عنه، رغم إمكانية العودة في القرار، احتراما لمن اتخذوا القرار، على حد قوله.
ليختلف الاثنان بعدها مجددا على القائمة الانتخابية لفتح هذه المرة، حيث تقدم محمود عباس بقائمة ضمت أسماء الحرس القديم، مستثنية القيادات الشابة للحركة، وهو أمر رأى فيه دحلان ورفاقه هزيمة قادمة لفتح لا محالة، فعارضوها وأمام إصرار عباس عليها تجمع الرباعي مروان البرغوثي ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وسمير المشهراوي، في قائمة انتخابية حملت اسم قائمة المستقبل.
يقول القائد دحلان، غدا سيكون فجرا جديدا لحركة فتح، سجلت قائمة باسم قائمة المستقبل برئاسة مروان البرغوثي، شملت الكثير من الإخوة ذوي التجربة النضالية في هذه الانتفاضة والكثير من الأكاديميين.
تجربة مريرة
يقول القيادي سمير المشهراوي، إن الفكرة كانت على ضوء تجربة مريرة لجيلنا عموما مع اللجنة المركزية، وسط تجاهل وعدم احترام لكل تجربتنا ولكل القيم التي آمنّا بها وعدم احترام لدورنا وعدم وضعنا في مربع المشاركة الحقيقية، إسوة بكل الدول التي تحترم نفسها والأحزاب التي تحترم نفسها، فكانت الأمور بالاتفاق والتشاور، كان يجب أن يعلو صوت هذا الجيل ليقول لا.
ويضيف المشهراوي، اتخذنا قرارا بالذهاب بمفردنا، بقائمة المستقبل، ولنرى حجمنا في الشارع ماذا سيكون، وارتفعت أسهم دحلان لدى الجماهير وسطع نجمه، ثم حدث أن انقلبت حماس على السلطة وسقطت غزة.
يقول القائد سمير المشهراوي، بوضوح شديد وبمنتهى الأسف هناك من كان يرى غزة تنهار، ويتمنى لها أن تنهار سريعا، فقط بدافع الحقد على شخص واحد اسمه محمد دحلان.
واستقال دحلان
لتظهر أصوات موالية للرئيس عباس، إن أفضل ما حدث أن الرئيس استراح من غزة ومن محمد دحلان!.
يقول القائد محمد دحلان في مقابلة تعود للعام 2007، إذا كان ذلك صحيحًا وهو مستريح، فأنا أيضًا استرحت طالما أنني كنت مقلقًا لأبو مازن، وطالما ان استقالتي تريحه، فها أنا قد استقلت، ليدخل مرحلة التجهيز لمؤتمر فتح السادس
يقول دحلان في العام 2009، "من حقي ومن حق غزة أن تعرفوا الحقيقة التي صمتت عنها سنتين".
المواجهة الثانية
2009 مؤتمر فتح السادس، كان مؤتمر تفجير الخلاف، حيث عقدت فتح مؤتمرها السادس بعد 21 عاما من الانقطاع.
المؤتمر جاء بمحمد دحلان عضوا للجنة المركزية للحركة، بأغلبية 853 صوتًا، ومع أولى اجتماعات اللجنة تصادم الرجلان.
في اجتماع توزيع المفوضيات واللجان الحركية، أصر أبو مازن على تولي اللجنة المالية لتضاف إلى رئاسته للجنة، وعندما رفض دحلان حصول الرئيس على هذه اللجنة لأنه يرأسها، ولا يحق له أن يكون صاحب القرار بالصرف، ومن يصرف في نفس الوقت.
المشهراوي: عباس ينقلب على الحركة
يقول القائد سمير المشهراوي، ربما بدأ الخلاف الأول معنا جميعا، وليس فقط مع دحلان حول مجموعة من الشعارات والوعود التي أطلقها الرئيس أبو مازن منذ حملته الانتخابية وقبل حملته الانتخابية في حوارات وندوات كانت لأبناء الحركة ثم انقلب عليها جميعها، بناء المؤسسة هو انقلب عليه، الشعارات الشفافة والمحاسبة هو انقلب عليها، إضافة إلى الارتباك في قيادة الشأن الفلسطيني الذي بدأ يتدهور أمامنا رويدا رويدا، ثم تسارعت الأحداث إلى حالة من الانهيار.
زلزال غولدستون
عدسات الكاميرات رصدت رد فعل الموقف الذي اتخذه القائد محمد دحلان، رصدته على وجه عباس عند خروجهما من الاجتماع والتوجه إلى ضريح الزعيم ياسر عرفات لقراءة الفاتحة، بدأ الشرخ يتسع تدريجيا ولم يلبث أن صار فجوة رآها العالم أجمع، سببها زلزال اسمه غولدستون.
عباس يفوت فرصة تاريخية لإدانة قادة الاحتلال
وفي الوقت الذي انتظر الجميع، أن يصوت أعضاء مجلس حقوق الإنسان عليه فاجأ محمود عباس الشعب الفلسطيني والعالم بتأجيل مناقشة القرار، وفوّت على فلسطين فرصة تاريخية لإدانة قادة الاحتلال دوليا.
تابعنا بقلق بالغ هذا الطلب المخزي، والذي يعتبر جريمة نكراء بحق الشعب الفلسطيني لا تقل عن جريمة الاحتلال نفسه في عدوانه على غزة
انسال حبرُ الصحافةِ العربية يكتب عن علاقة أبناء عباس ومصالحهم التجارية مع إسرائيل بقرار عباس بالتأجيل، وما كان من محمد دحلان الذي كان يشغل وقتها منصب مفوض الإعلام والثقافة في حركة فتح، إلّا أن خرج مدافعا عن الحركة التي ينتمي إليها.
يقول القائد سمير المشهراوي، إن القائد محمد دحلان كان مفوض الإعلام، خرج إلى الإعلام وقال إن اللجنة المركزية غير مسؤولة عن قرار تأجيل غولدستون وإننا نطالب بلجنة تحقيق.
وهو ما أكد عليه القائد دحلان في مقابلة مع BBC في العام 2009، اتخذنا الإجراءات الدقيقة والصحيحة في اجتماع اللجنة المركزية، وأصدرنا بيانًا يؤيد التقرير وسننتظر النتائج، نحن أول من بادرنا بطلب لجنة تحقيق. يضيف المشهراوي، استمعت للرئيس أبو مازن عندما عاد واستخدم تعبيرات خارجة عن الأدب واللياقة عن اللجنة المركزية، وأنهم كشفوا ظهري ولم يقفوا معي، وقلت له إن القرار الصائب أن يعلن محمد دحلان أن فتح غير مسؤولة عن قرار تأجيل غولدستون، لأنه عار على الشعب الفلسطيني أن نؤجل تقريرا يدين قادة الاحتلال.
حفاوة استقبال دحلان في الإعلام تقلق أبو مازن
لم يمر أسبوع على ظهور دحلان التلفزيوني حتى نشرت صحيفة "وول ستريت" مقالا بعنوان "الجيل القادم من القادة وأكثر أعداء السلام مع إسرائيل" ليبدأ تصعيد الحملة ضد الرئيس الفلسطيني.
وجدت المقالة طريقها لتستقر على مكتب محمود عباس، قرأها فاستشاط غضبا وحوّلها إلى عضو اللجنة المركزية أبو ماهر غنيم، وكتب عليها "الأخ أبو ماهر لتوزيعها على اللجنة المركزية.. ولا بد من إسكات هذه الألسنة السخيفة".
بدأ الرئيس في التوجس، وزاد توجسه وهو يشهد نشاط دحلان والحفاوة التي تستقبل بها الجماهير الرجل في محافظات الضفة الغربية.
يقول القائد سمير المشهراوي، إن القائد دحلان استُقبل في جامعة جنين استقبالا حافلا من قبل الشبيبة والجيل الشاب، ورفعوا له صورًا، حتى أن الرئيس عباس راجعني شخصيا، وقال "يا أخي لا يجوز أن ترفع له صور"، فقلت "هو رفع الصور لنفسه أم أن الشباب رفعوا له الصور"، فقال عباس "لا.. حتى ولو"!.
أغرب المحاكمات في تاريخ فلسطين
الرئيس عباس أمر بسحب الحراسات عن منزل ومكتب دحلان، في الوقت الذى كان فيه دحلان يتلقى العلاج بالخارج، وهنا بدأت واحدة من أغرب المحاكمات في تاريخ فلسطين، حيث دعا إلى تشكيل لجنة استماع برئاسة أبو ماهر غنيم يُستدعى فيها محمد دحلان للاستفسار على خلفية أقوال تسيئ للحركة والرئيس، هنا كانت نقطة اللا عودة.
تحول فيها دحلان من القيادي البارز في حركة فتح، إلى القيادي المفصول من الحركة.
قادتنا رحلة الكشف عن حقيقة فصل دحلان من مركزية فتح، إلى البحث في سجلات التحقيقات الرسمية ومقابلة شهود وأطراف متداخلة في الموضوع حتى وقعنا على تسجيلات لجلسات التحقيق وجلسات سرية أخرى تزيح الستار عن حقيقة أخفوها منذ عشر سنين.
حضر محمد دحلان جلسة الاستماع برئاسة أبو ماهر غنيم، ولم تُدِن اللجنة الرجل بالتهمة التي ادعاها أبو مازن.
خرجت تسريبات إلى الإعلام حول وجود خلاف بين الرئيس ودحلان، فقرر أبو مازن تحويل لجنة الاستماع إلى لجنة تحقيق، وتجميد عضوية دحلان في اللجنة المركزية وتعليق حضوره اجتماعاته وإيقافه عن العمل في منصبه برئاسة مفوضية الثقافة والإعلام.
لم يَرُق لأبو ماهر غنيم قرار التجميد، فاستقال من لجنة الاستماع ثم كانت أولى الغرائب.
إسرائيل تعرف أولًا
يوفال ديسكن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، كان على علم بإقالة دحلان قبل أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، مما دفع عزام الأحمد رئيس لجنة التحقيق للتساؤل: كيف عرفت إسرائيل؟!
يقول عزام الأحمد، "لقد تعمدت إضافة جملة، بشيء من اللؤم، اخترت أخطر الجمل في حديث أعضاء اللجنة المركزية، ووضعتها في موجز التقرير الذي قدمناه، وراجعني حسين الشيخ"، مضيفًا "أول مرة ديسكن شايف.. راجعني، أول مرة ديسكن كان جاي عند أبو مازن، بدو كذا بس بعدين أخذني على جنب وقال سمعنا قرار بدكم تمنعوه يحضر جلسات"، فكان رأيي ضرورة إجراء تحقيق على مستوى اللجنة المركزية، كيف نستشير ديسكن في أمر داخلي كهذا.. وكيف علمت إسرائيل بقرار الرئيس أبو مازن أولًا قبل أن يعرفه أعضاء اللجنة المركزية.. هل أصبحنا حركة إسرائيلية دون أن ندري؟؟!.
ثانية الغرائب
وتمثلت ثانية الغرائب في عدم إبلاغ دحلان بقرار اللجنة، ليفاجأ وهو يشاهده خبرا في الإعلام، وكأنه ليس المعني بالأمر.
يقول القائد محمد دحلان في مقابلة أجريت معه بتاريخ 29/12/2010: أنا لا أشعر أنني متردد أو أنني أخفي شيئا، أنا سأذهب إلى أي مكان أُسأل فيه بشكل رسمي، حركيا ووطنيا، وسوف أجيب وليس لدي ما أخفيه، وسأذهب إلى رام الله بعد غدٍ لأتوجه إلى الإخوة في لجنة التحقيق، حتى أوضح إذا كانت لديهم استفسارات أخرى.
التآمر والتجنح.. ودحلان يتحدى
اعتقلت السلطة في 11 ديسمبر مدير مكتب محمد دحلان، دون أي سبب، ورغم ذلك التزم أبو فادي بوعده وذهب إلى رام الله ليمثُل من غده أمام لجنة التحقيق، المكونة من عزام الأحمد وعثمان أبو غربية وصخر بسيسو، ثم اتفقوا على عزام الأحمد رئيسا لها، ليجد دحلان التهم توسعت.
يقول عثمان أبو غريبة، كان الحديث عن إساءات شخصية، أبلغنا الأخ أبو مازن أن الأخ محمد دحلان ينكر هذه الإساءات ويتحدى، فقال أنا أعتبر الموضوع منتهيًا كوني أنكره، وما دام قال لا فهو صادق، النقطة الثانية طرح موضوع غزة ثم طرح موضوعا ثالثا وهو البيزنس حيث طرح موضوعين: من أين لك هذا، ولماذا يعمل بالبيزنس وهو في اللجنة المركزية، وعلى ضوء هذه الأسئلة الثلاثة، ذهبنا إليه باعتبار أننا نريد أن نثبت عليه الدليل.
ويضيف أبو غربية، سأله عزام، فأجاب: من كانت لديه دلائل يقدمها لاحقًا، ثم بعد ذلك قدم هذا التقرير عوني المشني تحت عنوان "التآمر والتجنح".
الرئيس محمود عباس، ألقى بثلاث تهم جديدة في لجنة التحقيق التي يرأسها عزام الأحمد، التحقيق في سقوط غزة، والتحقيق في مال دحلان ومصادره، وتقرير عوني مشني.
بحثنا أكثر وأردنا الكشف عن صحة هذه التهم الثلاث، وكانت النتيجة:
أولًا تقرير عوني المشني:
تقرير كتبه المشني، وإفادة من شخص يدعى منير العبوشي، تدعي أن دحلان تواصل معهما بهدف إحداث تكتلات في الحركة والانقلاب على أبو مازن، سألته اللجنة عن سر لقائه..
فأجاب دحلان، تحدث عن شيء خطير يخص مكتب الرئيس، وبعد أشهر أنا تركته، ولم أره خلال تلك الفترة، وبالمناسبة فإن الحاج إسماعيل أكد لي أنه قناص نصاب، ومن يريد عمل "لوبي" لن يبدأه مع شخص مثل منير، أنا قلت لكم رأيي فيه من يعمل مع عوني المشني، الذي لم أره سوى في هذه المرة.
ولعلكم تتساءلون الآن عن الموضوع الخطير الذي نقله العبوشي ورفض دحلان البوح به خلال جلسة التحقيق.
يقول القائد دحلان، أنا أخلاقيا يا عزام في اللجنة، أنا وافقت على الحديث حول سبب مجيء العبوشي، لقد جاء ليقنعني بأن أبو مازن متزوج وله أولاد في باريس.
عزام الأحمد: عباس المسؤول عن سقوط غزة وليس دحلان
يقول عزام الأحمد، "في اجتماع اللجنة المركزية هي قصة المشني انا قولت الهم ليش ما هو عثمان يتراجع عن قناعته وصخر زي عادته بيسكت بيحكولو كلمتين وبيسكت وبتعرف طريقته، أنا قلت لهم إن رأيي أن المشني هو من استخدم دحلان وليس العكس وهذه قصة تافهة".
كان هذا رأى عزام الأحمد رئيس لجنة التحقيق نفسه، في منير العبوشي وهوما خلصت إليه اللجنة فيما بعد، من أن تقرير عوني المشني ومنير العبوشي لا أساس له.
ثانيا سقوط غزة، اتهمه عباس به أيضا دون دليل، وكان دحلان هو المسؤول عنه، اتهام بعيد عن التصديق لدرجة جعلت عزام الأحمد يتحدث هكذا.
يقول الأحمد، "لا أستطيع أن أخالف ضميري عندما وقفت، رفضت هذا الاتهام في اللجنة، وأعدت ذلك في اجتماع اللجنة المركزية، قلت أنا رفضت التوقيع على تحميل دحلان مسؤولية سقوط غزة، وقلت إن المسؤول هو أبو مازن".
وبغض النظر عن كلام عزام، فإن محمد دحلان نفسه هو من طالب بلجنة التحقيق في أحداث غزة في المؤتمر السادس للحركة بحضور محمود عباس.
يتبع...
المصدر : الوطنية