تقرير/ وجيه رشيد
اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحلام الشابين الفلسطينيين محمد أبو مطير وشعبان إسليم، ودفنتها تحت الركام بعدما تحول مكان عملهم ورزقهم الوحيد لأثر بعد عين.
وكانت "عمارة كحيل" الواقعة غرب مدينة غزة وقبالة الجامعة الإسلامية والمقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، والمكونة من سبعة طوابق، وتضم مكتبات، ومراكز عامة، ومعاهد تعليم، وعدداً من المشاريع الشبابية، على موعد من قبل المقاتلات الإسرائيلية والتي دمرتها بأربعة صواريخ، لتقتل آمالهم وطموحاتهم.
وقال أبو مطير، خلال حديثه لـ "الوطنية"، صاحب مشروع "تشكيل" والذي يُعد من أندر الأعمال في غزة والمتخصص بتوفير مجسمات ومشغولات باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، إن خبر استهداف المبنى كان بمثابة الصدمة لنا جميعًا.
وأوضح أبو مطير، وهو أب لأربعة أطفال، أن الاحتلال دمر ذكرياته الجميلة إلى جانب رزقه الوحيد الذي كلفه نحو 250 ألف دولار، حيث كنا نعاني بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل، إلى جانب المخاطر والصعوبات والتحديات التي خلفتها جائحة كورونا ".
وأضاف أن الاحتلال لم يقض على عزيمته وإصراره في مقاومة الحياة وإكمال الطريق رغم ما حل بنا من دمار وخراب.
وبدت ملامح الحسرة والألم على وجه الفلسطيني شعبان إسليم صاحب مكتبة "إقرأ"، والتي تضم كتبًا ثقافية وعلمية إلى جانب أقسام التصوير والطباعة، والتي دمرت بفعل الطيران الحربي.
وقال إسليم، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن الاحتلال سلب الذكريات الجميلة التي كانت تجول في خواطرنا بعدما دمر المبنى المتواجد به مكان العمل الوحيد.
وأوضح إسليم، أن المكتبة تعد مصدر الدخل الوحيد ولأكثر من عائلة، لافتًا إلى أنهم خسروا كل شيء بفعل صواريخ الاحتلال.
وأشار إلى أن بداية تأسيس المكتبة كان في عام 2016 وسط ظروف قاسية بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل وانخفاض القدرة الشرائية عند المواطنين.
ولفت إلى أنهم تكبدوا خسائر مادية فادحة، إذا لم يتمكنوا من إخلاء أغراضهم، والخسارة لم تكن مادية فقط، وإنما خسرنا أحلامنا التي كانت تكبر معنا".
ومع كل غارة إسرائيلي لمبنى سكني، تولد حكاية ألم جديدة تُضاف إلى سجل المواطنين العزل في قطاع غزة الذين ذاقوا وما زالوا يذقون ويلات الحرب التي دمرت أحلامهم وطموحاتهم.
المصدر : الوطنية- وجيه رشيد
