أثار فيديو الكفن موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي والرأي العام المصري خلال الأيام الماضية، وسط تداول مكثف لفيديو الكفن والذي يظهر فيه ثلاثة أشخاص يقدمون فيه كفنهم إلى عائلة أخرى، طالبين العفو منهم، في حي عين شمس في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل جلسة صلح، لكنها تحولت إلى «كمين» لهم، لتتحرك السلطات على إثر الواقعة.
وتعود تفاصيل القضية إلى خلافات موروثة بين عائلتين في حي عين شمس، الأولى تدعى عائلة الريس، والثانية تدعى عائلة الميرغني، تجددت بعدما وقعت بينهما مشاجرة قبل نحو أربعة أشهر داخل باخرة سياحية تمتلكها عائلة الريس، بسبب حفل عيد ميلاد، لأحد أفراد عائلة الميرغني، طالبت فيه الأخيرة بتشغيل الأغاني الصاخبة، وهو ما رفضه مسؤولو المركب. واندلع على إثر الواقعة عراك بالأسلحة البيضاء، ما تسبب في وقوع جرحى من الطرفين.، وفق ما نشرته وسائل إعلامية.
وخوفاً من تصاعد الأحداث، تدخل وسطاء لإنهاء الخصومة بين الطرفين اللذين اتفقا على التصالح في جلسة عرفية.
وكشف التحقيقات، أنه بمجرد وصول عائلة الريس الجلسة العرفية، فوجئ بأسلحة نارية وبيضاء وبنادق آلية تحاوطهم من كل اتجاه من قبل عائلة الميرغني التي أجبرتهم على حمل الأكفان التي ظهرت في مقطع الفيديو، وتلقينهم ما ورد في المقطع. وتحت تهديد السلاح والسكاكين، أجبرت عائلة الريس على تنفيذ كل طلبات عائلة الميرغني، وأرغموا أيضاً على تقبيل قدم والدتهم التي كانت رافضة لهذا المشهد تماماً، وفق أحد شهود الواقعة.
وتسبب الفيديو في جدل واسع على مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، مثيراً غضب الكثيرين، فتحركت الأجهزة الأمنية لتلقي القبض على 8 أشخاص من المتورطين في الحادثة، وإحالتهم إلى النيابة العامة لتباشر التحقيق في الواقعة.
واستدعت النيابة العامة والدة 3 من أفراد عائلة الميرغني، وهم المتهمون الرئيسيون، وتم مواجهة السيدة بتحريات المباحث التي أكدت صحة الواقعة، وأن المتهمة ظهرت في الفيديو وهي تضحك خلال قيام المجني عليهم بتقبيل قدميها بعد إجبارهم على هذا الفعل من قبل أبنائها الذين هددوا الضحايا بالقتل، بقصد الإهانة والتحقير من المجني عليهم، وتصوير تلك الأفعال بالفيديو ونشرها على منصة "فيسبوك".
وقالت والدة المتهمين أمام النيابة العامة: "ولادي ورطوني في اللي حصل وأنا قولت لهم المسامح كريم، وبصراحة كنت زعلانة لما الناس وطت على رجليا وباست عليها"، وأدعت المتهمة أنها طلبت من أبنائها العفو عن المجني عليهم وعدم الدخول معهم في مشاجرات، وقالت لهم: "اللي هعيمل غلط الحكومة مش هتسيبه، وهما قالوا مش هنقتلهم احنا هنخليهم يعتذوا لينا وخلاص ولما الناس وصلت لقيت ولادي جابوهم عشان يحبوا على رجلي".
وأضافت والدة المتهمين إنها كانت تجلس مع ابنتها الكبرى وزوجتين لاثنين من أبنائها الثلاثة المحبوسين وقت واقعة تقبيل قدميها، وأن ابنتها وزوجتي ابنيها أطلقن الزغازيد ابتهاجا بما حدث.
وأدانت المباحث المصرية السيدات الأربع بالضلوع في الجريمة بالاشتراك مع 10 متهمين آخرين، بينهم 3 من الرجال، ونسبت إليهم النيابة العامة تهم خطف المجني عليهم الثلاثة بالتحايل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم وإرغامهم على ما قاموا به في المقطع المصور المتداول.
وجدد قاضي المعارضات حبسهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وأفادت التحقيقات أن المتهمين أشهروا في وجوه المجني عليهم بنادق آلية وخرطوش ومسدس وهددوهم بالقتل، وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء، بقصد إهانتهم واستعراض القوة والسطوة عليهم، كما تعدوا عليهم بالسب والتهديد بالقتل، كما استعرضوا القوة على عاملين في مركب نيلية يملكها المجني عليهم الثلاثة، وروعوا من فيها وأتلفوها.
المصدر : وكالات