أكدت وزارة الثقافة، اليوم السبت، أن مجمل خسائر القطاع الثقافي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة قد بلغت وفق التقديرات الأولية 3.4 مليون دولار، وهي خسائر المؤسسات، والجمعيات، والمراكز العاملة في قطاع الثقافة، ولا يشمل هذا خسائر الفنانين الأفراد، والمقتنيات الفنية، والأماكن الخاصة بهم.
وقال الوزارة، في بيان، صدر عنها، إن هذه الخسائر تشمل أضرارا كلية، وجزئية، وخسائر في المعدات، والتجهيزات الفنية، وأضرارا، ناجمة عن تأخر تنفيذ نشاطات، أو توقف نشاطات في منتصف مراحل التنفيذ وخسائر وتعويضات للعاملين.
وأضافت: "هذه البيانات مبنية على معلومات توفرت من 74 جمعية، ومركزا، ومؤسسة تواصلت معها الوزارة مسجلة لديها أو لدى الوزارات والاتحادات المعنية، وتوفرت بيانات أولية من 59 منها فيما تعذر توفر المعلومات بسبب صعوبة الوصول إلى مقار المراكز الأخرى من قبل القائمين عليها".
وذكرت أن 44 مؤسسة، ومركزا، وجمعية ثقافية، تضررت بشكل جزئي، أو كلي، نتيجة العدوان، حيث تعرضت خمس مؤسسات إلى تدمير كامل، منها: مركزان ثقافيان فقدا مقريهما الموجودين في الأبراج التي تم تدميرها، ما نتج عنه خسارتهما لكل مقتنياتهما الفنية والمعدات والتجهيزات الموجودة فيهما، فيما طال القصف والتدمير الكامل مقرات ثلاث شركات عاملة في قطاع النشر وتوزيع الكتب بشكل كبير، فإلى جانب الخسارة المادية في المباني المستأجرة خسرت هذه المؤسسات آلاف الكتب والوثائق النادرة.
وبينت أن 39 جمعية ومركزا أصابها ضرر جزئي نجم عن قصف مبانٍ مجاورة، أو شقق في العمارات الموجودة، فيها: مقارها، منها مركزان موجودان في مبان تاريخية، و26 من تلك الجمعيات أصابتها أضرار في معداتها وتجهيزاتها.
كما أن العاملين في هذه الجمعيات والمراكز تأثروا بشكل كبير، حيث تأثر قرابة 327 عاملا بدوام جزئي، أو كلي، جراء العدوان، وتعطل عمل مؤسساتهم، كما أصيب خمسة عاملين من مؤسستين كانوا في بيوتهم خلال العدوان.
وأشارت إلى أن عشرات الفنانين تأثرت مراسمهم واستوديوهاتهم الفنية، كما خسروا بعض لوحاتهم وتضرر البعض الآخر، منوهة إلى "أن بيانات دقيقة حول الخسائر الفردية للفنانين غير متوفرة حتى اللحظة"، موضحة أن القطاع الثقافي تضرر بشكل كبير خلال العدوان، ما يتطلب تدخلا فوريا من أجل استعادته لحيويته ومشاركته الفاعلة في الحياة اليومية للسكان.
ولفتت إلى أن العدوان الهمجي على شعبنا طال كل مناحي الحياة، وأن هدف الاحتلال هو المساس بقدرة الفلسطيني على الإبداع، لأنه يدرك أن الحرب الحقيقة هي على الرواية التي يريد الغزاة تحريفها وتشويهها، من أجل شرعنة سرقتهم للبلاد.
وشددت على أنها ستعمل مع كل الشركاء المحليين والدوليين، من أجل مساعدة القطاع الثقافي على تجاوز آثار العدوان، والعودة إلى حيويته وفاعليته.
المصدر : الوطنية