قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، اليوم الأربعاء، إن بلاده لن تقبل مواقف واشنطن “العنيدة” في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مضيفا أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات بعدم تخليها عن الاتفاق مرة أخرى.
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله “أمريكا تتعامل بشكل خبيث وبلا مروءة، وهي لا تترفع أبدا عن نقض تعهداتها والتزاماتها كما فعلت بالخروج من الاتفاق النووي”.
وأضاف أن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق مرة بخروجها منه دون أن تدفع ثمنا لذلك وأنها تقول الآن بكل وضوح إنه لا يمكنها تقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك.
ومنذ التاسع من أبريل/ نيسان تجري طهران وست قوى عالمية محادثات لإنعاش الاتفاق النووي الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه قبل ثلاث سنوات قائلا إنه يخدم مصالح إيران.
وعُلقت الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم 20 يونيو حزيران بعد يومين من انتخاب إبراهيم رئيسي، أحد غلاة المحافظين، رئيسا لإيران. ولم تعلن الأطراف المشاركة في المحادثات بعد متى ستُستأنف الجولة التالية.
ومِثل خامنئي، أيد رئيسي العودة للاتفاق النووي لكن مسؤولين قالوا إن حكومته ربما تنتهج سياسة متشددة. وخامنئي هو صاحب القول الفصل في أمور الدولة بما فيها السياسة النووية، وليس الرئيس.
وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون إن خلافات واضحة ما زالت تحول دون العودة للاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على تقليص برنامجها النووي بحيث لا تحصل على مواد تمكّنها من صنع سلاح نووي في مقابل تخفيف العقوبات الصارمة المفروضة عليها. وتنفي إيران السعي لامتلاك سلاح نووي.
العقوبات الصارمة التي أعاد ترامب فرضها على إيران في 2018 دفعتها إلى تجاوز القيود التي فرضها الاتفاق، لكنها قالت إن بإمكانها العدول عن هذه الخطوات إذا رفعت واشنطن العقوبات.
ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة للاتفاق وتوسعة نطاقه في نهاية الأمر على نحو يضع مزيدا من القيود على أنشطة إيران النووية والصاروخية والإقليمية.
ورفض خامنئي مرة أخرى إضافة أي عناصر جديدة للاتفاق.
وقال إنه خلال المحادثات النووية التي جرت في الفترة الأخيرة “تمسكت أمريكا بقوة بمواقفها العنيدة ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام”.
ومضى قائلا “الأمريكيين يقولون بأفواههم إنهم سيرفعون الحظر عن إيران، ولكنهم لم ولن يفعلوا.
“بل إنهم يشترطون إضافة عبارة إلى الاتفاق تتيح لهم لاحقا إثارة بعض المواضيع، واستخدام هذه العبارة كحجة لتدخلهم لاحقا في أصل الاتفاق النووي وطرح قضايا أخرى كقضية الصواريخ والقضايا الإقليمية، وعندما ترفض إيران البحث في هذه المواضيع سيقولون إنها نقضت تعهداتها وإن الاتفاق لاغ”.
المصدر : وكالات