كثفت جرافات وحفارات إسرائيلية مدعومة برافعات وآليات ثقيلة، استكمال إنشاء ما يعرف بـ "الجدار العائق" فوق وتحت الأرض شرق القطاع، حيث انتهت مؤخراً من إنشاء مقاطع جديدة منه، خاصة شرق محافظتَي رفح وخان يونس، وكذلك المحافظة الوسطى.
وأكد الاحتلال الإسرائيلي أن إطلاق المشروع الرسمي للجدار سيكون يوم غدٍ الثلاثاء.
وقالت صحيفة "الأيام"، إن فرقاً هندسية بجيش الاحتلال أنشأت خلال الفترة الماضية مقاطع جديدة من الجدار فوق الأرض، وهي عبارة عن جدران إسمنتية بارتفاع يزيد على ستة أمتار في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى أقيم جداران متوازيان، تتخللهما فتحات للقناصة، بالتزامن مع إنشاء جدران مماثلة بعمق عشرات الأمتار في باطن الأرض، إضافة لإنشاء بوابات إلكترونية تُفتح وتُغلق عند الحاجة، متخصصة لتحرك دبابات وجرافات من داخل خط التحديد إلى خارجه، لتنفيذ عمليات "توغل"، في عمق أراضي المواطنين.
وأكدت أن الجدار المذكور تتخلله إقامة نقاط مراقبة شديدة التحصين، وهي عبارة عن غرف إسمنتية دائرية، لا يظهر منها سوى جزء بسيط، والباقي تم إخفاؤه خلف الجدار، إضافة لتخصيص أماكن على الجدار لوضع كاميرات مراقبة ووسائل رصد وتجسس، وهو يحجب الجيبات والآليات العسكرية التي تتحرك داخل خط التحديد عن الرؤية، إلا في بعض المناطق.
وشددت على أن إنشاء الجدار المذكور شهد تسارعاً واضحاً خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، فهناك فرق تقوم بإنشاء أجزاء منه تحت الأرض، ويتواصل وضع جدران وقضبان معدنية، وضخ كميات كبيرة من الخرسانة في باطن الأرض، وفي ذات الوقت يتم إنشاء جدار طويل ومحصن فوق الأرض.
وأوضحت أن الاحتلال يقوم بإنشاء الجدار في العديد من البؤر المتباعدة، بحيث تتقدم عملية الإنشاء جنوباً وشمالاً، لتتلاقى الجدران في نقاط حددها الاحتلال مسبقاً.
وبيّنت أن إنشاء الجدار المذكور تحول إلى وبال على المزارعين، فعند نقاط الإنشاء تتواجد الدبابات التي تواصل إطلاق النار غرباً، مستهدفة المزارعين والصيادين، وحتى رعاة الأغنام، بينما تتقدم جرافات بين الفينة والأخرى وتجرف أراضي زراعية، أو تسوي الأرض قبالة المواقع المذكورة.
ولفتت إلى أن المزارعين لمسوا تراجعاً كبيراً في خصوبة الأرض منذ بدء إنشاء الجدار، ما يضطرهم للاستعانة بأسمدة ومخصبات كيميائية في محاولة لزيادة إنتاج مزروعاتهم التي تتراجع، وهو ما سبق وأكده الخبير البيئي دكتور أحمد حلس، والذي أوضح أن الجدار أحدث عملية فصل داخل التربة، منعت تنقل الكائنات المجهرية التي تقوم بتجديد خصوبتها، كما حال دون وصول المياه من الشرق إلى الخزان الجوفي للقطاع.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجدار الذي بدأ إنشاؤه قبل أربع سنوات حول القطاع، هو عبارة عن سياج إسمنتي فوق وتحت الأرض، يمتد على طول حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية، بطول حوالي 60 كيلومتراً، حيث يبلغ عرض قاعدة الجدار 50 متراً، وارتفاعه ستة أمتار.
ويعمل في الجدار أكثر من 1400 عامل أجنبي، بتكلفة تزيد على 3 مليارات شيكل، ومن أجل إتمام المشروع يتم استخدام 2,3 مليون طن من الخرسانة، و140 ألف طن من الحديد، وتم بناء عدد من المصانع الخرسانية على طول مسار الجدار لتلبية الطلب.
وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه بعد 4 سنوات ونصف السنة من العمل في إنشاء الجدار، سيشهد يوم غد حفل الإطلاق الرسمي لهذا المشروع باهظ التكلفة "العائق الذكي" فوق وتحت الأرض على طول حدود قطاع غزة.
المصدر : الوطنية