خمسة عشرة عام مرت علينا ونحن كشعب فلسطيني نترنح بين المر والمرار ونتأرجح بين النعم واللا، نسترق السمع ونلملم الأخبار المتناثرة هنا وهناك عن المصالحة التي كلما تفتحت عيونها يُغمضها غبار الحقد الأسود، لقد تعودنا الصمت القاتل وتركنا زمام الأمور للفصائل الحامية لقضيتنا كي تلعب بنا، جزء منقسم والآخر لا يقوي على حل التناقضات خوفاً على مصالحه الخاصة.
للأسف تسعةٌ وخمسون عاماً مرت على رواية غسان كنفاني «رجال في الشمس» التي نادت بدق جدران الخزان وتفعيل حناجرنا لتتحرر أحبالنا الصوتية وتصرخ ... وتغضب في وجه المنقسمين وتقول لهم لا للانقسام الفلسطيني.
مازلنا ننتظر دق جدران الخزان؟
ألم ترِقَّ قلوبكم لتك الأحلام التي يدفنها الحانوتي؟
حطموا قواقع الصمت الذي جعلنا في حالة من التيه والتوهان لدرجة لا يقوى شعبنا على تجميع حروف بلاده؟
الوقت يدركنا يا سادة، ويمر قطار العمر ونحن ننتظر !!!
لقد دفنتم الحلم وضيعتم مستقبل شبابنا وجعلتم الشباب تهاجر وتغرق في بحور الألم والذل والقهر ليفترسهم السمك المتوحش.
شعبنا يعيش تحت خط الفقر المدقع ويكتوي كل يوم بنار الحاجة المؤلمة
إلى متى ونحن تعودنا على الاستقبال وكأن الإرسال غاب عنا بخوفنا وقلة حالنا ؟!
يب على شعبنا معانقة الأرصفة ونصب خيام العزة والكرامة وعدم مغادرة الشوارع حتى إنهاء الانقسام في الضفة الغربية وعرب 48 وقطاع غزة والشتات في كل العالم.
الفصائل المتناحرة جاءت لخدمة الشعب وليس العكس، والشعب يريد إنهاء هذه المسرحية الهزلية وإغلاق الستارة السوداء التي تعكر مزاج شعبنا وتحرف البوصلة الوطنية التي تنادي بمقاومة الاحتلال الصهيوني.
للأسف تحولت الألسن والأيدي والبنادق لتصفية الخلافات الفصائلية وحماية مصالح كل تنظيم على حدة.
غابت شمس المصلحة الوطنية والمقاومة وتجمدت الساحات النضالية واختفت اللُّحمة لتدوس على الأخ والرفيق والمجاهد والمناضل والثائر، للأسف الخلاف لم يكن على استراتيجيات الثورة بل كان على الثروة التي حولت الثوار لتجار المال والدم.
نداء ،، نداء ،، نداء ..
يا جماهير شعبنا المكلوم دق جدران الخزان واجب وطني، اليوم قبل الغد، ارفعوا أصواتكم واخرجوا للشارع ولا تعودوا لبيوتكم حتى إنهاء الانقسام، والفصيل الذي يرفض قولوا له الشعب لا يريد خدماتك .. لملم ثرواتك وارحل عنا واترك لنا الوطن لنعود للبندقية الثائرة والقلم الذي يرفع اسهمنا النضالية وتسعفنا في نيل الحرية والاستقلال.
إن الانقسام وعلى مدار 15 عام لم يخدم الشعب والقضية فليرحل المنقسمون أو «المتقاسمون» أو يتفقوا وينسجموا وينخرطوا في الخنادق التي تجمع كل الأطياف الفلسطينية.
المصدر : الوطنية