تقرير/ وجيه رشيد
خيوط من الحرير بألوان زهية يتم وضعها في خرم إبرة وثقبها في قطعة من القماش بدقة عالية لتظهر لوحات فنية متعددة تجذب الأنظار لروعتها وجمالها بفن يطلق عليه "التطريز البرازيلي".
ففي منزلها بمدينة غزة، تصنع ضحى أبو حصيرة (26 عامًا) لوحات جذابة بالتطريز البرازيلي الذي شق طريقه إلى القطاع مستعينة بإبرة وقطعة من القماش وطارة وخيوط مختلفة خاماتها حسب رغبة الزبائن.
هي موهبة إذن منذ نعومة أظافرها، بحثت أبو حصيرة كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي لتنميتها وتطويرها الذي أبدعت فيه بالتطبيق الفعلي منذ 3 سنوات.
مميزات جوهرية
وما يميز التطريز البرازيلي عن غيره، إنتاج أشكال بارزة، إذ يُستخدم فيه مجموعة متنوعة من الغرز لإنشاء تصميمات ورسومات غير محدودة كما أنه لا يعتمد على نوع محدد من الخيوط أو الأقمشة.
ويختلف عن التطريز الفلسطيني، بأنه لا يتقيد بشروط ولا غرزة معينة ولا رسمة معينة وليس له قواعد أساسية، والأخير لا نستطيع أن ننزع منه الانطباع الفلسطيني والغرز الفلسطينية التراثية، تقول ضحى أبو حصيرة، خلال حديثها لـ "الوطنية".
ونوهت إلى أن المثير للاهتمام في هذا الفن اعتماده على خيوط الحرير الصناعي التي تتميز بلمعانها العالي وجودتها اللامتناهية.
وقالت إن أول لوحة شكلتها كانت تحاكي أثاث منزل شقيقتي بتفاصيله وديكوراته فصنعت لها طارة ذات ألوان جذابة.. "فرحت بها فرحًا شديدًا لما أكن أتخيل أنها بهذا الجمال حيث لفتت انتباه كل من قدم إلى منزلها ليسألها من صنعها".
لا حدود
وأضافت: "لا أتقيد بوقت معين لإنجاز لوحة معينة ولكنها تستغرق حسب حجمها وشكلها بين يوم إلى ثلاثة أيام وأحياناً تتطلب أكثر".
ولفتت إلى أن تكلفة اللوحة الواحدة تبدأ من 15 شيكل وكلما زاد طلب الزبون ومتطلباته الخاصة من جودة ورسم وحجم ومقاس والعديد من الطلبات من هنا يزداد السعر.
وكأي عمل يحتاج إلى الترويج، اعتمدت ضحى على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها عبر الإعلانات الممولة، لكن نظرًا لغلاء الأسعار لم تستطع الدفع مرة أخرى، فالمروج الأول أصبح رأي الزبائن لهذه المشغولات.
صعوبات وطموحات
ولا يخلو مشروعها من العقبات المتمثلة بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني بارتفاع الأسعار والتكاليف الباهظة، فأصبحت ضحى تستورد بضاعتها من الخارج حتى لتغطية رغبة الزبائن وألا تتعدى أسعار منتجاتها قدرة الأهالي في قطاع غزة.
وتطمح ضحى إلى توسيع عملها وفتح معرض خاص بها وتوظيف الشباب والشابات الذين يعانون من البطالة في قطاع غزة، ويرغبون في تحقيق دخل لهم، وهذا حُلم ربما يصبح حقيقة يوماً ما بدعمٍ من زبائني وأهلي والوسائل الإعلامية التي تدعم المواهب هنا وهناك.
وتأمل في إنشاء مؤسسة تعليمية لتدريس هذا الفن ونقل تجاربها وخبارتها إلى أكثر شريحة ممكنة، والقدرة على تصدير مشغولاتها إلى خارج حدود قطاع غزة.
المصدر : الوطنية - وجيه رشيد