هل بقايا الطعام في الفم تبطل الصيام، وماهو الحكم الشرعي في بلع بقايا الطعام بعد الفجر، وهل يجب إعادة الصوم لمن قام ببلع بقايا الطعام أثناء الصيام ؟ .
أجاب الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، "ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺴﻴﺮا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻟﻔﻈﻪ، ﻓﺎﺯﺩﺭﺩﻩ، أي فابتلعه، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻄﺮ ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻪ، ﻓﺄﺷﺒﻪ اﻟﺮﻳﻖ، ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ: ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ"، وكذلك ما ورد في مبسوط الشيباني:" وَهُوَ ذَاكر لصومه وَهُوَ كَارِه قَالَ لَا يفطره ذَلِك وَهُوَ على صَوْمه لِأَنَّهُ لَيْسَ بِطَعَام وَلِأَنَّهُ مغلوب الْحسن بن زِيَاد عَن أبي حنيفَة وَإِذا كَانَ بَين أَسْنَانه لحم فتلمظه فَدخل حلقه أَو اجْتمع من رِيقه على لِسَانه فَدخل حلقه فَهُوَ على صِيَامه
لكن ماذا لو كانت هذه البقايا كثيرة نسبيًا؟ يقول البدري إنه في حال كان كثيرًا يمكن لفظه، ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻈﻪ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ابتلعه ﻋﺎﻣﺪا، ﻓﺴﺪ ﺻﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ.
أما مقدار الكثرة والقلة فهو يتراوح بين حجم الحمصة وحجم السمسمة، فيقول البدري إنه قد جاء في الاختيار لتعليل المختار :" إن ابتلع طعاما بين أسنانه مثل الحمصة أفطر وإلا فلا الكثرة التي تفسد الصوم قدرها عَلَى رَأْيِ الصَّدْرِ الشَّهِيدِ من الحنفية قدر الحمصة وهذا القدر- حجم الحمصة - لا يبقى بين الأسنان عادة فلا تعم به البلوى فيمكن التحرز عنه، مؤكدًا أن القدر من السمسمة لأقل من الحمصة ، لا يفسد به الصوم.
المصدر : وكالات