روى البخاري من حديث ابن عمر – رضى الله عنه – أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السَّبْعِ الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السَّبْعِ الأواخر»، إلا أنه يوجد علامات لها، وقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها.
وقد اُختلف في تعيين ليلة القدر، منوهاً بـأن الذي عليه أكثر العلماء أنها ليلة سبع وعشرين، مضيفاً أن من رأوا أن ليلة القدر في سبع وعشرين رمضان استدلوا بحديث زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، إِنَّ أَخَاكَ عَبْدَاللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ، «لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ، ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا المُنْذِرِ؟ قَالَ: «بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِالعَلَامَةِ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا».
وهناك سبع علامات تميز ليلة القدر، يمكن من خلالها معرفة ليلة القدر بها، وأنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، لما ثبت عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- قالتْ: كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في الوتر من العَشْر الأواخِر من رمضانَ»، رواه البخارى.
وأن لليلة القدر علاماتٍ، أولها أن يحدث للإنسان سكون في النفس، وثانيها يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل، وثالثاً تكون السماء صافية، ورابعاً اعتدال حرارة الرياح، وخامساً أنه لا ينزل فيها النيازك والشهب، وسادساً أن يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل، وسابعاً في الصباح نجد الشمس لا شعاع لها وظلها خفيف.
المصدر : وكالات