فتح برنامج "ما خفي أعظم" في تحقيق جديد له ملف عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في تركيا، وعرض وثائق وتسجيلات وشهادات أشخاص استهدفهم الموساد، لكنهم أبلغوا السلطات التركية باستهدافهم.
وبث البرنامج تسريبات وتسجيلات ولقطات حصرية كشفت جانبا من خفايا عمل الموساد في تركيا، إذ بث البرنامج لقطات لأول مرة ترصد لحظات تسلم أحد أعضاء شبكة التجسس مبلغا ماليا من سائق سيارة أجرة ليساهم تتبعه واعتقاله في الوصول إلى مصدر الأموال لشبكة الموساد في تركيا.
وتركز نشاط الموساد على تجنيد أفراد من الجاليات العربية التي تعزز حضورها في تركيا، وخاصة إسطنبول، من بينها الجالية الفلسطينية. ويتضح أن المستهدفين هم من الطلاب الذين لهم علاقة بالنشطاء وبقياديين فلسطينيين مقيمين في تركيا، ولديهم تخصصات أمنية وعلمية حساسة في تركيا. ومعظم المستهدفين بدأ التواصل معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث بعض ممن وردت أسماؤهم في الملفات عن تفاصيل المعركة، ومنهم أنس الذي استهدفه الموساد في مرحلة مبكرة. وروى أنس أنه تواصل مع الموساد في 2015 و2016 عن طريق فيسبوك، وقال إنه استهدف شخصيا لأنه نشيط في تسجيل الطلاب من مختلف دول العالم في الجامعات التركية.
كما كشف عدنان، وهو أحد المستهدفين للتجنيد من قبل الموساد أنه تم الاتصال به عن طريق فيسبوك، ولكنه شك في الأمر منذ البداية، خاصة بعد أن طلبوا منه أرقام وعناوين سكن قيادات فلسطينية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تركيا.
ومن بين المستهدفين أيضا الطالب حسين الذي كان يعاني من مشكلة صحية، فتواصل معه الموساد تحت غطاء المساعدة في علاجه، وذلك عن طريق فيسبوك.
خطة الاستخبارات التركية
وبحسب مراد أصلان، وهو باحث وضابط سابق في الاستخبارات التركية فإن "إسرائيل" لديها آليات مختلفة والكثير من العملاء للحصول على أي معلومة، لكن أي خطأ يرتكبه أحد العملاء سيقضي على جهودهم. وبالفعل شكلت الأخطاء التي ارتكبها ضباط الموساد الخطوات الأولى لرحلة الكشف عن شبكة التجنيد للموساد في إسطنبول، حيث أشرفت الاستخبارات التركية على تحركات شبكة العملاء المزدوجين لكشف خطط الموساد.
كما حصل برنامج "ما خفي أعظم" على وثائق مسربة تكشف الحوالات المالية التي أرسلها ضباط الموساد لصالح مجنديه في إسطنبول، وأظهر أن عشرات الوثائق التي تعقبتها الأجهزة الأمنية في تركيا كشفت أن معظم الأموال المرسلة من قبل الموساد جاءت من دول أوروبية، ومكنها هذا التتبع من رصد الأشخاص الذين سلموا الأموال باليد داخل المدن التركية، ولاحقا اعتقلت عددا من المتورطين الذين كشفوا أشخاصا مجندين آخرين لم تكن تعلم بهم.
وكانت المرحلة الأخطر عندما طلب ضباط الموساد توسيع دائرته وتشكيل خلايا هرمية بواسطة من اعتقدوا أنهم عملاؤهم في تركيا، لكن الجهات الأمنية التركية قامت من جهتها بتغيير قواعد اللعبة وقررت صناعة قصة وهمية تتناسب مع ما يبحث عنه الموساد طبقا للمعلومات التي تم جمعها، ومن أمثلة ذلك كان إنشاء جمعية طلابية وهمية بإدارة شخصية وهمية تدعى أبو أحمد، وذلك لتتبع عمل الجهاز الإسرائيلي.
ومن جهة أخرى، يظهر برنامج "ما خفي أعظم" كيف أن الموساد لعب على وتر رغبة الكثيرين في الهجرة إلى أوروبا، ويوثق تسجيل مسرب لأحد ضباط الموساد إشرافه على تسهيل حصول أحد المجندين على تأشيرة من القنصلية السويسرية دون المرور بالإجراءات الرسمية المتبعة من أجل لقائه.
المصدر : الوطنية