أكدت حركة "حماس"، اليوم الخميس، أن “المقاومة الشاملة” هي السبيل لردع الاحتلال وردّ عدوانه وإفشال مخططاته ضد الأرض والشعب والمقدسات.
وشددت الحركة في بيان لها في الذكرى الثامنة للحرب التي شنتها "إسرائيل" ضد غزة صيف عام 2014، وأسمتها “العصف المأكول” على أن المعركة مع الاحتلال “مستمرة بكل الوسائل، وفي كلّ شبر من أرضنا المحتلة”.
وأضافت “سيبقى شعبنا موحّداً خلف مقاومته ملتحماً معها، في كل محطات النضال، حتى انتزاع الحقوق والحريّة والاستقلال”.
وصادف اليوم الخميس الذكرى الثامنة لتلك الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، التي كانت الأعنف والأقوى والأطول في تاريخ الصراع. وبدأت شرارة الحرب الأولى بقيام الاحتلال بالإغارة على نفق للمقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة، ما أدى استشهاد 7 مقاومين من الجناح العسكري لحركة حماس، وخلال تلك الحرب أطلقت المقاومة صواريخ ضربت مناطق وسط وشمال وجنوب دولة الاحتلال.
واستمرت تلك الحرب لمدة51 يوما، وخلالها استدعت دولة الاحتلال أكثر من 40 ألف جندي لتلك الحرب، التي دمرت خلالها عشرات آلاف المنازل بشكل كامل وبليغ، من بينها عشرات المنازل التي دمرت فوق رؤوس ساكنيها، الذين أخرجوا من تحت الركام جثثا مقطعة، في مشاهد مهولة ارتقت لمستوى “جرائم الحرب”.
كما استخدمت قوات الاحتلال كافة ترسانتها العسكرية، من بينها صواريخ ذات قوة تدمير هائلة، أدت إلى إزالة أحياء كاملة، ومحو عوائل من السجل المدني، حيث فاق عدد الشهداء في تلك الحرب الـ 2500 شهيد، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، علاوة على إصابة الآلاف بجراح، كما أدت تلك الحرب خلال المعارك الحامية، إلى تشريد نصف مليون مواطن من منازلهم.
وقالت حركة حماس “إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال لن تفلح في منح الاحتلال شرعية مزعومة على أرضنا التاريخية وقدسنا وأقصانا، ولن تكسر إرادة شعبنا في مواصلة نضاله المشروع دفاعاً عن نفسه وأرضه ومقدساته”.
إلى ذلك أكدت حماس أن جرائم القتل والتهجير والحصار والتمييز العنصري التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة المحتلة والقدس والمسجد الأقصى المبارك “هي جرائم ضد الإنسانية ووصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين في رفضها وإدانتها”.
وأشارت إلى أن “الانتصار المظفّر” في تلك المعركة، وما تلاه من محطات الصمود والمواجهة والرّدع “يؤكّد أنَّ المقاومة ماضية على عهد الوفاء لتضحيات الأسرى الأحرار والأسيرات الماجدات، وأنّ قضية تحريرهم من سجون العدو ستبقى على رأس أولوياتها مهما كانت التضحيات”.
وأشادت حماس بصمود الشعب الفلسطيني المقاوم في قطاع غزّة، والمنتفض الثائر في الضفة المحتلة والقدس، والثابت الصامد في الداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء وفي الشتات المتطلّع إلى العودة.
كما أشادت حماس” بجماهير الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين قالوا إنهم يقفون مع حقوق شعبنا ونضاله، ونجدّد معهم جميعاً عهد الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى والجرحى، والمضي في طريق المقاومة والتمسّك بالحقوق والدفاع عن الثوابت والمقدسات، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى حتَّى التحرير والعودة”.
وأكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن المقاومة الفلسطينية بكافة تشكيلاتها العسكرية، سطرت في تلك الحرب “أروع صور الملاحم والبطولات”.
وقالت إن المقاومة في تلك الحرب تميزت في أدائها وقدرتها على “إيلام العدو” عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية. وقالت “حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، إنجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان كتل أبيب، كما استهدفت القدس المحتلة ونتانيا ومفاعل ديمونا ومفاعل ناحال تسوراك ومطار بن غوريون وغيرها لأول مرة” .
وأشارت إلى أنه خلال تلك الحرب استطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الإسرائيلي وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية، بعد أن استطاعت اختراق هواتف الجنود وبث رسائل تهديد لهم في حال فكروا بالدخول برياً لقطاع غزة.
وقالت إن “المقاومة أدارت المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكل عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للاحتلال”.
المصدر : الوطنية