دعت حركة حماس، اليوم الخميس، أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل إلى شد الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى، دفاعًا عن المدينة ضد مخططات التهويد والتدنيس، وخاصة في فترة الأعياد المزعومة.
وحمّل القيادي في حركة حماس محمود الزهار، خلال مؤتمر صحفي، حول الانتهاكات بالأقصى تزامنا مع الأعياد اليهودية، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات انتهاكاته في القدس والمسجد الأقصى، داعيًا إلى تصعيد المواجهة والاشتباك مع هذا الاحتلال على كل الميادين والجبهات.
وقال الزهار إن الحركة تتابع الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتصاعدة بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتحضيرات التي تقوم بها الجماعات الصهيونية لإحياء ما يسمى بموسم الأعياد اليهودية المزعومة، عبر اقتحام الأقصى وتدنيسه وممارسة الطقوس اليهودية فيه.
وعدّ الزهار ما يجري في القدس والأقصى من تسارع لأشكال العدوان ووتيرة المخططات الإسرائيلية التهويدية اعتداءً سافرًا على المكانة الدينية والإسلامية للمدينة والمسجد الأقصى.
وأضاف أن هذه الجرائم هي امتداد للانتهاكات الإسرائيلية السابقة بحق القدس والمسجد الأقصى التي أدت إلى العديد من موجات التصعيد الخطيرة، وهي امتداد لمخطط التهويد الذي اعتمدته حكومة الاحتلال عام 2018 ووفرت له الإمكانات للتمدد الاستيطاني المتوحش في المدينة المقدسة.
وأوضح أن هذه الجرائم تهدف إلى طمس المعالم الإسلامية والمسيحية العريقة في فلسطين، وفرض أوهام كاذبة بالغطرسة والهيمنة وقوة السلاح لتغيير الوجه الإسلامي الحقيقي في القدس والأقصى، وصولًا إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني، ضاربًا بعرض الحائط المواثيق والقرارات الدولية كافة.
ونوه بأن المسجد الأقصى يمثل قيمة دينية كبيرة ليس لدى الفلسطينيين فقط، بل لأكثر من مليار وسبعمئة مليون مسلم حول العالم، فالمسجد هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو جزء أصيل من عقديتنا الدينية وثوابتنا الوطنية.
وطالب الزهار السلطة في رام الله بأن تقوم بواجبها في حماية القدس والأقصى بدلًا من التنسيق الأمني المدنس ومطاردة المقاومين واعتقالهم خدمة للاحتلال والذي يشكل خيانة عظمى بحق القدس والأقصى وثوابت شعبنا الوطنية.
كما طالب بشكل خاص الأردن الشقيق بالتدخل العاجل والفوري للمشاركة في حماية القدس، نظرًا لما تمثله الجرائم والانتهاكات الصهيونية من تعدٍ واضح على دور المملكة في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس المحتلة.
ودعا الزهار الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرك الفوري لردع الاحتلال وإجباره على وقف مخططاته العنصرية، والعمل على رفع ملف الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق القدس والأقصى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
إلى جانب ذلك، دعا المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية باتخاذ الخطوات الضرورية لمنع هذه الانتهاكات الخطيرة، ووضع حد فوري لجميع الأعمال الاستفزازية والعدائية الصهيونية في حرم الأقصى دون قيد أو شرط.
وشدد الزهار على التزام حركة حماس المطلق والشعب الفلسطيني بالدفاع عن حقوق شعبنا ومقدساته بكل الوسائل الممكنة، ونوه بأن هذه الانتهاكات لن تمر، محذرًا من استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية وتصاعدها بحق القدس والمسجد الأقصى.
وفي سياق آخر، ثمّن الزهار عاليًا خطوة الإضراب الشامل في جميع مدارس القدس، استجابة لدعوة أولياء أمور الطلبة الفلسطينيين في القدس ضد فرض المنهاج الصهيوني في المدارس العربية، وفي سياق مواجهة خطر التهويد.
وأشار إلى أن القدس والأقصى كانت دومًا منطلقًا وعنوانًا مركزيًا لتصحيح المسار كلما تراجعت الأمة وضعفت، وهذا ما حصل في محطات عديدة من تاريخنا وهذه المرة لن تكون مختلفة، مؤكدًا أن استمرار عدوان الصهاينة ووحشيتهم بحق القدس والمقدسات سيكون سببًا في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال بإذن الله.
المصدر : الوطنية