أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، يواجهان صعوبات في "الإرهاب" المنبعث من شمال الضفة الغربية، والذي بات يشكل تحدًيا لجهاز الأمن في ظل أن الخلايا الحالية التي تقوده هي عفوية وليست منظمة ومؤطرة ومعروفة.
وبينت الصحيفة أن الخلية المسلحة الكبيرة التي تضم مئات المسلحين من نابلس، وهم "عرين الأسود"، باتت تشكل تحدًيا حقيقًيا لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنه مدى سنوات طويلة، كانت تتصدى إسرائيل بنجاح عال للخلايا المؤطرة من حماس والجهاد وغيرها، وهناك قدرات استخباراتية وتكنولوجية وعمليات عملياتية في الميدان من خلال الاعتقالات المستمرة منذ سنوات، تؤدي لإحباط أي خلايا أو بنية تحتية منظمة، كما منعت مئات العمليات التي كان من الممكن أن تكون قاسية.
وزعمت الصحيفة بأن هذه النشاطات الليلية والاستخباراتية لا تسمح أبًدا بإعادة تشكيل خلايا جديدة، أو وجود أسلحة لديها أو مختبرات للمواد المتفجرة وغيرها، كما كان في سنوات سابقة، والتي كانت موجودة عشية حملة "السور الواقي"، ومنذ تلك العملية قبل 20 عاًما، لم يعد للمنظمات الكبيرة أي قدرة على تشكيل خلايا كتلك التي كانت لها بالماضي.
ولا يرى جهاز الشاباك أن عملية "السور الواقي 2"، قد تؤدي إلى نتائج عملياتية مضمونة، وأن النشاط الحالي الذي ينفذ كما في السنوات الأخيرة قد يكون الحل العملي والأنجع لمواجهة الخلايا الجديدة. وفق الصحيفة
وأكدت الصحيفة أن العمليات الأخيرة خاصة ضد المستوطنين والجنود في محيط نابلس تعرب عن الصعوبة الكبيرة التي يجدها جهاز الشاباك في التصدي لتلك الخلايا خاصة على الصعيد الاستخباري.
وقالت إن مجموعة "عرين الأسود" يرون في نابلس أنها التنظيم الجديد لـ "أبناء الفتح"، وهم شبان لا يعملون تحت علم ديني أو رعاية تنظيم ما.
وأضافت: "حتى أن سلمان عمران الذي أطلق النار على مركبة وحافلة، واعتقل منذ أيام هو ناشط معروف سابقاً في حماس، وينشط في نفس المجموعة المسلحة التي تسعى لأن تتصدر الخط الوطني الجديد فلسطينياً، وتعتبر نفسها صقراً جديداً ضد إسرائيل".
ولفتت إلى أن جهاز الشاباك لا يعرف الترتيب القيادي في داخل تلك المجموعة، ويبدو أن الانتماء للمجموعة يتم بعد تنفيذ العملية، في حين أن استخدام شبكات التواصل يزيد من شعبية تلك المجموعة في الشارع الفلسطيني، ومدى استعداد الشبان الفلسطينيين للمشاركة معهم.
وأشارت إلى أن طبيعة المواجهة في نابلس تختلف عن جنين، لأن الأولى تحيط بها العديد من المستوطنات والطرق الاستيطانية والمحاور وغيرها، الأمر الذي يؤدي إلى تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد حافلات ومركبات وغيرها، ولذلك كانت تسمى نابلس "عاصمة الإرهاب" وهي التي خمدت لسنوات، ولكنه حالًيا أكثر خطورة بكثير على استقرار المنطقة من ناحية أمنية، مقارنة بجنين.
وذكرت "معاريف"، أن هناك حالة قلق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من انتقال ظاهرة ما يجري في نابلس إلى محافظات أخرى.
ولفتت إلى أن تلك المجموعة وحتى المجموعات المسلحة فل جنين جميعها نشأت عفوًيا، وليست منظمة، لكن حماس والجهاد تحاولان استغلال ذلك لإشعال الميدان أمام إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويقدمان مسعدات مالية وأسلحة لتنفيذ العمليات لأولئك الشبان، رغم أنهم لا يميلون للفكر الديني أو الوطني للحركتين.
وبيّنت الصحيفة أن صعوبة الجيش والشاباك في التصدي لهذه الخلايا الجديدة، هو عدم وجود عنوان واضح، لا مؤسسات، ولا منظمات، ولا مطلوبين كبار، وبالتالي جمع المعلومات لإحباط العمليات يصبح مركًبا بشكل خاص.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي غاضب من عدم المسؤولية لدى المستوطنين خشية من وقوع قتلى في صفوفهم كما جرى في عملية إطلاق النار تجاه المسيرة قرب نابلس منذ أيام، ولا يفهمون لماذا سمح بالتظاهرة بالقرب من مدخل نابلس في منطقة مكشوفة تماماً، لكن الجيش حذر في قول ذلك بشكل واضح خوفاً من الوقوع في ورطة سياسية خاصة مع قرب الانتخابات.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، إنّ جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وجيش الاحتلال يكثّفان جهودهما الحثيثة لإحباط العمليات التي تنفّذها مجموعات "عرين الأسود" في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلّة.
المصدر : وكالات