خمسة أيام فقط، من صباح الخميس، وحتى مساء الإثنين، واجهت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحديات غير عادية في 5 مناطق مختلفة، منها إيران، وسوريا، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، وكلها حساسة وتتطلب علاجًا فريدًا في استخدام القوة والذكاء لتلبية المهام المعقدة، كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت.
وفي تقرير تحليلي للمراسل والمحلل العسكري للصحيفة يوسي يهوشع، فإنه من المغري بالطبع شن هجوم منسوب إلى الموساد في إيران، على منشأة في مدينة أصفهان تستخدم للبحث والتطوير وإنتاج الصواريخ بواسطة الطائرات الانتحارية، لكن الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هو في الواقع اختتام المناورة المشتركة مع الجيش الأميركي التي انتهت يوم الخميس وكانت أكبر مناورة نفذت بالشراكة بينهما معًا.
وأشار يهوشع إلى أن المناورة محاكاة لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وشاركت فيه القوات الجوية باستخدام سيناريوهات مختلفة، مشيرًا إلى أن إسرائيل طورت بشكل كبير من قدراتها لمهاجمة تلك المنشآت.
ويقول يهوشع نقلاً عن وسائل إعلام أجنبية، إنه في السياق العسكري والإيراني، تظهر إسرائيل قدرات عالية وتحقق نتائج مبهرة، وتستمر الضربات داخل وخارج إيران كما يجري في سوريا، معتبرًا أن الهجوم المنسوب لإسرائيل مساء السبت في أصفهان هو تصعيد في استخدام الطائرات بدون طيار، تبعه تصعيد آخر بشن سلسلة هجمات على الحدود السورية - العراقية، باستهداف قوافل تهريب أسلحة إيرانية متطورة.
ويقول: "يبدو أن الإيرانيين فشلوا في خطتهم لترسيخ أنفسهم في المنطقة، لكنهم يواصلون العمل بعناد ولا يستسلمون رغم كل الهجمات المنسوبة للجيش الإسرائيلي والتكلفة الباهظة".
ولفت إلى أنه في ظل الحرب المفتوحة ضد إيران، نفذت عملية ناجحة في مخيم جنين ضد خلية مسلحة، وبعد ساعات اعترضت القبة الحديدية إطلاق صواريخ من غزة، وجلب الجيش الإسرائيلي ثمنًا باهظًا من حركة "حماس" عندما قصف منشآت إنتاج الصواريخ.
ولفت المحلل الإسرائيلي، إلى أن جبهة القدس تعد الأكثر تعقيدًا بسبب الهجمات الناجحة، خاصة بعد مقتل 7 مستوطنين في عملية إطلاق نار يوم الجمعة الماضي، مشيرًا إلى أن الهجمات التي تنفذها القوات الجوية في أماكن بعيدة، لا يمكن أن تنطبق على مواجهة مثل هذا التحدي، فالأمر أكثر تعقيدًا بسبب صعوبة تحديد مكان المنفذين الفرديين الذين لا ينتمون لأي تنظيمات.
وختم يهوشع بالقول: "شهر كانون الثاني (يناير) الماضي كان صعبًا على الفلسطينيين، بعد أن قتل 35 منهم، وقد تؤدي الرغبة في الانتقام، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة المنترة في الشوارع، إلى هجمات إضافية وموجة من الإرهاب سيكون من الصعب التعامل معها مثل التحدي الإيراني". كما يقول.
المصدر : صحيفة القدس