أعلنت وسائل إعلام لبنانية أمس الثلاثاء وفاة المؤلف والمنتج مروان نجار، عن عمر يناهز الـ 76 عاما إثر صراع مع المرض، بعد مسيرة استمرت عقوداً طويلة قدم خلالها عشرات الأعمال للتلفزيون والمسرح في لبنان وأطلق فيها ممثلين كثيرين سطع نجمهم في العالم العربي.
ونعى الراحل عدد من نجوم لبنان عبر حساباتهم على السوشيال ميديا، فقد كتب الفنان باسم مغنية، قائلا: "شافنى بين ناس قالى اسمك إيه؟ قلت له باسم قال لى بكرة الصبح بتيجى على المكتب بدى جرب موهبتك بدور وبدأ مشوارى أنا كتير حزين وداعا أستاذى".
وكتب الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم "بعد أن صارع المرض ببسالة وكرامة عالية، يخسر مروان نجار معركة أنهكته فهزمته.. كتب مروان أجمل المسلسلات وصاغ الحملات الاعلانية الأكثر ابتكاراً ولون ليالي اللبنانيين من خلال مسرحه ها هو يغمض عينيه، يلتحق بشقيقه رمزي ويودع حياة كان له في كل فصل منها بصمة ودمعة وابتسامة".
بدأ نجار دراسته الجامعية في ستينات القرن الماضي في الجامعة الأميركية في بيروت، وتعلّم النقد الأدبي كما كان يعطي خلال فترة دراسته دروساً خصوصية للطلاب في اللغة العربية.
وانطلق في مسيرته المهنية من خلال الصحافة، إذ عمل خلال السبعينات في صحف ومجلات عدة بينها “الأسبوع العربي”. كما عمل في قسم الأرشيف في “دار الصيّاد” قبيل اندلاع الحرب اللبنانية سنة 1975. وأصدر كتاباً حمل اسم “أمراء الحرب” خلال ما عُرف بـ”حرب السنتين” في لبنان بين 1975 و1976، كما أن كتاباته حينها تسببت بطرده من المنطقة التي كان يقطنها، وفق تأكيده.
وخاض نجار غمار الكتابة التلفزيونية بدعم من المخرج أنطوان ريمي وزوجته هند أبي اللمع عبر مسلسل “ديالا” الذي تولت الممثلة اللبنانية الراحلة بطولته سنة 1977، لتكرّ بعدها سبحة الأعمال التي كتبها وأنتجها في التلفزيون المسرح والسينما.
وطارت شهرته التلفزيونية خلال فترة الحرب اللبنانية في الثمانينات، إذ قدّم أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً بينها “هيك ربونا” (“فارس ابن ام فارس”) و”الأستاذ مندور”. ورسّخ بعدها حضوره في الكتابة التلفزيونية في التسعينات مع مسلسلات عدة، أبرزها “طالبين القرب” الذي أطلق نوعاً درامياً غير مألوف حينها على الشاشات اللبنانية كان يقوم على قصص مستقلة تُعرض في حلقة واحدة أو بضع حلقات.
وساهم هذا المسلسل في إطلاق مسيرة عدد كبير من الممثلين اللبنانيين الذين استحالوا نجوماً على الساحة الدرامية العربية، بينهم باسم مغنية ويورغو شلهوب وفيفيان أنطونيوس وبديع أبو شقرا.
وبقي نجار لسنوات طويلة أحد أهم صنّاع الدراما في لبنان، ونجح في حجز موقع له بين كبار الكتّاب والمنتجين بأسلوبه غير العادي، رغم انتقادات كانت تُوجه له على خلفية اعتماده لغة كان يصفها البعض بأنها لا تشبه السائد في المجتمع.
واستمر مروان نجار في عطاءاته الدرامية في العقد الأول من القرن الحالي، مع التركيز على المواهب الشابة المغمورة، خصوصاً عبر مسلسل “من أحلى بيوت راس بيروت” الذي يعالج مشكلات الشباب الجامعيين، وأعمال أخرى بينها “حلم آذار” (2005) و”الطاغية” (2007).
وكان للمسرح أيضاً حصة كبيرة في مسيرة نجار الذي كان متابعاً نهماً لأحدث الإنتاجات المسرحية في برودواي ولندن. ومن أشهر مسرحياته في الثمانينات والتسعينات، “لعب الفار” (1982) و”عريسين مدري من وين” (1986)، و”جوز الجوز” (1992) و”كرمال المحروس” (1994).
وفي السنوات الأخيرة، غاب نجار عن صدارة المشهد الدرامي مع تغيّر الذوق الفني لدى المشاهدين وغزو المسلسلات الأجنبية، خصوصاً التركية للشاشات المحلية، فضلاً عن صعوبات مالية إنتاجية أعاقت تقديم مشاريع جديدة. لكنه بقي وجهاً مألوفاً عبر إطلالات تلفزيونية متكررة على الشاشة اللبنانية.
وكان نجار ناشطاً أيضاً في السنوات الماضية عبر الشبكات الاجتماعية، حيث كان يدلي باستمرار بآراء سياسية وفنية أثارت جدلاً مرات عدة.
كذلك، كتب نجار أغنيات كثيرة رافقت مسلسلاته ومسرحيّاته ولا تزال عالقة في أذهان المشاهدين اللبنانيين.
المصدر : وكالات