تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الصور والفيديوهات التي تظهر وجود ضوء أزرق فجأة بشكل غامض في أكثر من دولة قبيل حدوث الزلزال الذي ضرب تركيا.
وتعد أضواء الزلازل ظاهرة غامضة ونادرة حيرت الخبراء والعلماء لمئات السنين بحسب تقرير لناشيونال جيوغرافيك.
وتلاحق الظاهرة الكثير من الإشاعات والروايات المتضاربة فعلى سبيل المثال رصد سكان في مناطق في مدينة الإسكندرية المصرية ضوءا أزرق زاعمين أنه من الزلزال في تركيا قبل أن تصرح السلطات الرسمية أنه من أضواء ليزر في حفل بالمدينة ولا علاقة له بالزلزال.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا يُصعب على العلماء تفسير هذه الظاهرة هو أن حالات اللمعان حول الزلازل لا تبدو كلها متشابهة ، مما يثير نظريات مختلفة تتراوح بين البرق العادي إلى نظريات المؤامرة والأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الأخرى المختلفة.
ويقول فريدمان فرويند ، أستاذ الفيزياء المساعد وباحث أول في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، في مقابلة أجرتها مجلة ناشونال جيوغرافيك معه عام 2014 ، إن الأضواء يمكن أن تتخذ "العديد من الأشكال والأشكال والألوان المختلفة".
بدوره، أوضح الرئيس السابق لقسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث نضال جوني أن الضوء الأزرق الذي شُوهد يوم أمس أثناء الهزة في سماء اللاذقية هو ظاهرة "البرق الزلزالي الأزرق"، وهي ظاهرة طبيعية نادرة ترافق حدوث الزلازل ذات الدرجة الكبيرة والتي تكون ذات بؤرة قريبة من السطح وليست عميقة.
وبين جوني أنها حالة فيزيائية ناتجة عن تباين شحنات الصفائح التكتونية السالبة والموجبة ما يولد طاقة كهربائية تخرج من خلال الصدوع والشقوق الناجمة عن التباعد والتقارب السريع للصفائح، ناتجة عن شذوذ كهرومغناطيسي كبير يترافق مع شحن كهربائي في الغلاف الجوي مرتبط باهتزازات الزلازل ويختلف هذا الوميض الزلزالي باختلاف أنواع صخور الاحتكاك ومرتبط أيضاً بارتفاع الحرارة الناجمة عن التسخين المباشر الكبير بسبب الاحتكاك وتأثير القوة الكهروضغطية في احتراق وامتصاص الغازات الأرضية خلال عملية فيزيائية وخلال مجال حرارة من 250-450 درجة مئوية.
وذكر جوني أن البرق الزلزالي يحدث قبل الزلزال مباشرة وهو مؤشر أكيد لحدوث الزلزال، أو يحدث أثناء حدوثه بسبب التكسر العنيف في الصخور.
وبين الرئيس السابق لقسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث أنه تعددت تفسيرات العلماء لهذه الظاهرة النادرة، لكن هناك إجماع على تفريغ شحنات كهربائية إما بحالة الإجهاد الشديد قبل حدوث الزلزال أو بعده، أثناء تحطم وتكسر الصخور.
المصدر : وكالات