تحدث الروائي والقاص الفلسطيني يسري الغول، عن مجموعته القصصية الجديدة بعنوان "جون كندي يهذي أحيانًا"، والتي تسلط الضوء على القضايا الفلسطينية والتي صدرت مؤخرًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

وتحاول هذه المجموعة معالجة الواقع الفلسطيني من خلال استدعاء شخصيات عالمية تم اغتيالها واستنطاقها بما يريده الكاتب الذي يصبح جزءاً من النص بشكل وازن وغير مبتذل أو متطفل، إذ إنه يصبح في مواقف كثيرة زبوناً في المقهى الذي يطل على نهر داخل العالم الافتراضي بعد الموت والبرزخ.

كما تعمل المجموعة أيضاً على إعادة صياغة التاريخ بشكل مختلف ومغاير عن الوقائع الحقيقية التي تسببت بالاغتيال، في محاولة لإيصال رسالة مفادها أن الحقيقة قد لا تكون وصلت كاملة في اغتيال تلك الشخصيات مثل كينيدي ونيرودا وبينوشيه ورابين وياسر عرفات وتشي جيفارا وشيرين أبو عاقلة وغيرهم، الأمر الذي قد يلفت نظر القارئ إلى حداثة وفنطازية عوالم يسري الغول التي يعرفها قراء الأخير.

وقال الروائي يسري الغول، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن "جون كندي يهذي أحيانًا" هي متوالية قصصية أي عبارة قصص قصيرة ومتناثرة لكنها ترتبط وتجمعها ثيمة واحدة وهي ثيمة الما وراء أو البرزخ وما بعد الموت، وإعادة استحضار شخصيات تم اغتيالها واستنطاقها بما يريد يسري الغول البطل داخل النص ولا نقصد بيسري الغول الكاتب للحديث وتسليط الضوء على القضايا الذي يعيشها الإنسان الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من عقد ونيف.

وأوضح أن فكرة المتوالية القصصية جاءت أثناء قراءتي لكتاب حول أشهر الاغتيالات السياسية في العالم، فخطر ببالي سؤال وهو أن التاريخ يزور أمام أعيننا، فإذا التاريخ يزور أمام أعيننا فما بالك بالذي وصلنا.

وقال: طالما أنه مزور وكما يقال في المثل الإفريقي سيظل التاريخ يمجد الصياد إلى أن يكون للذئب محامي دفاع، فقلت لنفسي يجب أن نعمد إلى إعادة كتابة التاريخ بشكلٍ جديد وإعادة اغتيال هذه الشخصيات للحديث عن هذه الشخصيات لكن مع تسليط الضوء على القضايا الفلسطينية واستنطاق هذه الشخصيات.

وبين أن المتوالية القصصية تتقسم إلى أكثر من قسم المجموعة، القسم الأول حيوات يسري قبل أن يولد وبعد أن يموت وإعادة بعثه مرة أخرى، القسم الثاني يسرى جزء من النص مع أبطال وشخصيات وروائيين ماتوا غيلة أو حتى ماتوا بغير اجتمعوا في مقهى يطل على نهر الكوثر وهذا النهر رمز لإعادة تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني.

ويسري الغول روائي وقاص فلسطيني وهو خريج برنامج تحالف الحضارات بالأمم المتحدة وشارك في مؤتمرات عالمية ساهمت إلى جانب القراءة الغزيرة بصقل كاتب محترف هو الألمع في جيله بالأراضي الفلسطينية، صدر له العديد من الأعمال الروائية والقصصية آخرها رواية مشانق العتمة الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وترجمت أعماله إلى أكثر من سبع لغات، آخرها الهندية إلى جانب أهم الأدباء الفلسطينيين منذ النكبة.

Image

 

 

المصدر : الوطنية