تعد دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية جزءا من سوق واحدة تسمح بحرية الحركة لمواطنيها. لدى سويسرا اتفاقية توسع السوق الموحدة لتشملها، على الرغم من أنها ليست جزءا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

وتتكون المنطقة الاقتصادية الأوروبية من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أيسلندا، وليشتنشتاين، والنرويج.

وتتوسع المنطقة الاقتصادية الأوروبية السوق الموحدة لتشمل جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 31 دولة وتسمح لمواطني الدول المشاركة بالسفر بحرية فيما بينها.

سويسرا ليست جزءا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولكن لديها اتفاقية توسع السوق الموحدة لتشملها.

كما ولا تفكر سويسرا وهي الدولة الواقِعة في قلب أوروبا، باتخاذ خطوة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي على العَكس من ذلك تَبتَعد أكثر فأكثر عن الاتحاد الأوروبي. 

من وُجهة نَظَر الاتحاد الأوروبي، سويسرا بلدٌ صَعب المراس؛ ففي عام 1992 رَفَضَ الناخبون السويسريون وبأغلبية ضئيلة جداً (%50,3) دُخول البِلاد إلى المَجال الإقتصادي الأوروبي، وفي عام 2021، قَرَّرَت الحكومة السويسرية وضع حد للمفاوضات بشأن التوصّل لاتفاق إطاري مؤسساتي مُثير للجَدَل بشأن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وعندما يتعلق الأَمر بالتعاون الإقتصادي بين الطَرَفين يكون رَدّ سويسرا دائماً "نعم، بالطبع!"، لكنه عندما يَرتَبِط بالمَزيد من التكامُل السياسي أو حتى العضوية، يكون رَدُها "لا، شكراً". وقد أكسَبَها هذا الموقف في بروكسل سُمعة الدولة الإنتقائية التي تَتَّبع مَنهجية الاكتفاء بـ "قطف حبات الكَرَز".

لكن الكثير من السويسريين يَرون الأَمر بشكل مُختلف؛ فهُم ينظرون إلى أنفسهم كشعب مُتَطَلِّع للحُرّية يُقَرِّر مَصيره بِنَفسه، ويَرفَع الاصبع الأوسط في وَجه الغُرباء (ورئيسات المفوضيات) - كَتَعبير عن الإزدِراء - كما فَعَل بَطَلَهم القومي فيلهَلم تَلّ. وكما يقول فابيو فاسَّرفالَّن، أستاذ مادة السياسة الأوروبية في جامعة بَرن: "ان الغِنى والاستقرار الدائم الذي تَتَمَتَّع به سويسرا يَجعلاها تَرفُض الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". وفي الواقع، فإن هذا الدافع هو أهَمّ من حبها المَزعوم للحرية.

إذن؛ هل يعود السَبَب إلى العَقليّة السويسرية أم إلى الثروة؟ ولماذا هذا التَشَبُّث بالماضي من جانب سويسرا؟ SWI swissinfo.ch قامَت بِجَمع أهَم الدوافع لِعَرضَها عليكم.

المصدر : وكالات