شدد منتدى الدوحة الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، على ضرورة مراجعة النظام الدولي الجديد، مع انتقاد واسع لعجز المجتمع الدولي على حماية غزة، في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب أعمالاً وحشية وصلت حد الإبادة، مع انتقاد لدفاع العديد من الدول الغربية عن جرائم الاحتلال.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن “ما يحدث في غزة يدفع الشعوب في العالم إلى طرح أسئلة حقيقية عن جدوى المجتمع الدولي وقوانينه”. واستطرد أنه “من المؤسف أن تساق الذرائع لاستهداف المدنيين وتكون مقبولة لدى البعض”، وهي إشارة لدفاع العديد من الدول الغربية عن إسرائيل.
وقال: “علينا الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع”. وتحدث آل ثاني عن انقسام العالم إلى مطالب بإنهاء هذه الحرب وإيقاف آلة القتل ومتردد حتى في مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وأضاف رئيس الوزراء القطري أنه “على مرّ العقود كان خيار السلام مطروحا ولكنه كان ضحية المماطلة والتسويف.. وعلينا أن نسأل، من هو الطرف الذي واجه كل مبادرات السلام بوضع العراقيل أمامها والتصعيد لإفشالها؟”.
وأكد أن جهود الوساطة لتجديد الهدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس مستمرة على رغم القصف الإسرائيلي المكثف الذي “يضيق المجال” لتحقيق النتائج المرجوة.
وقال إن “جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم”، مضيفا أن “استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا”.
وأوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أنه تم إطلاق سراح المحتجزين في غزة بالمفاوضات لا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، مضيفاً أن بلاده ستستمر بالوساطة لإطلاق سراح كل المحتجزين، شرط وقف الحرب وقصف المدنيين.
وأكد آل ثاني أن أزمة غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير. وأضاف قائلاً إن “حقيقة الخلل في النظام العالمي وعدم القبول بالوصول إلى حل، ودعا لخطوات لإعادة النظر ومراجعة شاملة للأنظمة العالمية. وشدد رئيس الوزراء القطري على ضرورة البدء بمراجعة النظام الدولي والإنساني حيث لا امتيازات للقوة والتمييز.
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الدوحة 2023، بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وعدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، وخبراء من دول العالم.
وشدد المنتدى في جلسة افتتاحه على تشوه القيم العالمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وما كشفته من قصور في حماية أطفال غزة، والصمت الدولي حيال الجرائم والإبادة الجماعية التي تنفذها سلطات الاحتلال.
المصدر : وكالات