أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها، بوجود تفاؤل في إسرائيل بأن المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة، من خلال الوسطاء، ستنجح هذه المرة، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين ليسوا متأكدين إن كانت الحركة ستوافق في نهاية المطاف على التراجع عن مطلبها بوقف الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال، كشرط أساسي للتفاوض على صفقة.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التفاؤل نابع، على ما يبدو، من عزم الولايات المتحدة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، على تحقيق نتائج ملموسة، وأنه عمل على ذلك خلال لقاء باريس يوم الأحد، بمشاركة مسؤولي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية، ورئيس الوزراء القطري.

ومن بين العوامل التي تعزز شعور التفاؤل لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة، بوجود احتمالات أكبر للتوصل إلى صفقة، هو "التوافق بين الرباعية" التي اجتمعت في باريس.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "حركة حماس كانت قد استغلت الفجوة في المرات الماضية بين الوسطاء، خاصة القطريين والمصريين، ولكن هناك الآن عرضاً واحداً مقبولاً على الجميع"، الأمر الذي قد يؤثر على حركة حماس للقبول به في نهاية المطاف.

وتشمل الصفقة التي أشارت إليها الصحيفة وقفاً لإطلاق النار في غزة لمدة 46 يوماً متتالية، وتحرير محتجزين إسرائيليين على مراحل، وزيادة المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة، وتحرير أسرى فلسطينيين يتم تحديد عددهم خلال المفاوضات.

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه في حال موافقة حركة حماس على إجراء مفاوضات بناءً على العرض المقدّم، ستكون هناك مفاوضات مكثّفة وصعبة أيضاً لتحديد مفاتيح إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ونوعيتهم.

وأضافت أن المفتاح الذي تم اعتماده في الصفقة الماضية، بإطلاق إسرائيل سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي، لن يكون مناسباً لهذه المرحلة، وقد تطلب حماس ما بين 100 و300 أسير فلسطيني مقابل كل محتجز، الأمر الذي قد ينتهي بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، بما فيهم عدد من كبار الأسرى.

وذكرت الصحيفة أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى تفاهمات بشأن المفتاح الذي سيتم اعتماده، لكن في حال وافقت "حماس" على الدخول في مفاوضات، فإن بعثة عن جهاز الموساد الإسرائيلي ستتوجه في الأيام القريبة إلى العاصمة القطرية الدوحة، من أجل إجراء مفاوضات حول المفاتيح التي سيتم اعتمادها في الصفقة، ونوعية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وتابعت الصحيفة أن الصفقة التي يتم الحديث عنها حالياً تشمل عدة دفعات، تتراوح بين ثلاث وأربع مراحل، بحيث إن الأولى والرئيسية هي الدفعة الإنسانية التي تشمل إطلاق سراح نساء، ومسنين، ومرضى مزمنين، فيما تشمل الدفعة الثانية رجالاً من الشباب ممن شاركوا في الحفل الذي كان في قطاع غزة في 7  أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وجنديات، أما المرحلة الثالثة فتشمل جنوداً، وتشمل المرحلة الرابعة تحرير جثامين. وهناك احتمال، بحسب الصحيفة، بتقليص العرض المقترح للصفقة إلى ثلاث مراحل، لتشمل المرحلة الثالثة الجنود والجثامين معاً.

المصدر : وكالات