توالت التحذيرات الدولية من مخاطر إقدام إسرائيل على شن عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، والنتائج الكارثية المترتبة على ذلك، وطالبت إسبانيا وأيرلندا، المجتمع الدولي بسرعة التدخل للحيلولة دون وقوع تلك الكارثة التي تلوح في الأفق.
وفي بيان مشترك نادر لكندا وأستراليا ونيوزيلندا حذرت الدول، لأعضاء في الكومنولث، الثلاثاء، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستكون كارثية على المدنيين الفلسطينيين.
وأعربت قادة الدول الثلاث الحليفة للولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء وجود مؤشرات على مخطط هجوم بري إسرائيلي على رفح. وحضت في بيانها المشترك الحكومة الإسرائيلية "على عدم سلوك هذا المسار".
وقال البيان إن "عملية عسكرية في رفح ستكون كارثية. فهناك نحو 1.5 مليون فلسطيني لجؤوا إلى هذه المنطقة، ولا يوجد أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه". مضيفا أن هناك "حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية وحاجة إلى التفاوض على حل سياسي لتحقيق سلام دائم".
من جانبها، طالبت إسبانيا وأيرلندا الاتحاد الأوروبي بإجراء مراجعة عاجلة لمدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان في قطاع غزة، وبضرورة التدخل العاجل للمجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي الموسع على مدينة رفح جنوب القطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في منشور عبر منصة إكس أمس الأربعاء، إنه ونظيره الأيرلندي ليو فرادكار أرسلا رسالة مشتركة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وإلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يطالبان فيها بإجراء تحقيق عاجل حول ما إذا كانت سلطات الاحتلال تفي بالتزاماتها واحترام حقوق الإنسان في قطاع غزة.
وجاء في الرسالة المشتركة أنه إذا اتضح أن إسرائيل تنتهك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تجعل احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية عنصرا أساسيا في العلاقة بينهما، فيجب على المفوضية أن تقترح إجراءات مناسبة على المجلس للنظر فيها.
وأعرب الوزيران عن "قلقهما العميق إزاء تدهور الأوضاع في قطاع غزة"، مشيرين إلى أن الهجوم الإسرائيلي الموسع في مدينة رفح جنوب القطاع يشكل تهديدا خطيرا ووشيكا يجب على المجتمع الدولي التصدي له بشكل عاجل". كما طالبا بالوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع لتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية والإغاثية اللازمة للسكان هناك.
على الصعيد نفسه حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها أمس "من أن الأعمال العدائية الإسرائيلية المتزايدة والمستمرة في رفح تشكل خطرا كارثيا على حياة المدنيين والبنى التحتية، وقال مدير فرع الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني في البيان نجدّد دعوتنا لإنقاذ وحماية أرواح المدنيين والبنى التحتية.
وأضاف البيان أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب ضمان توفير الضروريات الأساسية للحياة واتخاذ الضمانات اللازمة للحفاظ على حياة السكان المدنيين، وشددت على ضرورة الحفاظ على مبدأ الإنسانية الأساسي، متحدثة عن مؤشرات على دخول الحرب مرحلة جديدة.
ولفت البيان إلى أن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة تتحمل بموجب القانون الدولي المسؤولية عن ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين.
وأكدت المنظمة في بيانها أن التهجير القسري محظور صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي، وكذلك استخدام الدروع البشرية والهجمات العشوائية التي تتسبب في مقتل وإصابة وتدمير أعداد غير متناسبة من المدنيين.
ولفتت إلى أن عمليات الإجلاء يجب أن تضمن وصول المدنيين بأمان، وأن تتوفر فيها ظروف مرضية من حيث النظافة والصحة والسلامة والتغذية وألّا يُفصل أفراد العائلة الواحدة مشيرة إلى أنهم يجب أن يكونوا قادرين أيضا على العودة إلى منازلهم عندما تتوقف الأعمال العدائية
وبحسب الأمم المتحدة يتجمع نحو 1.4 مليون شخص في مدينة رفح، نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما حول مدينة رفح إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم جيش الاحتلال حتى الآن على اجتياحها بريا.
المصدر : وكالات