كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال مروان عيسى الرجل الثالث في حركة "حماس"، والذي يعتبر نائب محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح للحركة.
وبينما لم تؤكد كتائب القسام، أو حركة حماس، استشهاد عيسى أو نجاح قوات الاحتلال بالوصول إليه، أعلنت الأخيرة مساء أمس بشكل رسمي أنها قامت بقصف نفق يستخدمه إلى جانب قيادات أخرى، ونجحت في استهدافه لكنها لم تحدد نتائج الهجوم حتى الآن.
وبحسب الصحيفة، فإن عيسى كان في النفق المستهدف بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مدعيةً أنه كان يعقد اجتماعًا لقيادات من القسام، بينهم غازي أبو طماعة الذي كان مسؤولاً عن لواء عسكري في القسام، قبل أن يصبح مسؤلاً عن الدعم اللوجسيتي والتسليح.
وأشارت إلى أن فرق الإنقاذ التابعة لحركة "حماس"، حاولت إنقاذ الناجين من تحت أنقاض المكان المستهدف في حي سكني بالنصيرات، وواجهت صعوبات في تحديد مكان الأنفاق المجاورة لبعضها البعض والتي انهارت تمامًا، وأن فرصة إخراج شخص حي من المكان ضئيلة جدًا. وفق الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أنه في حال ثبت نجاح العملية واغتيال مروان عيسى، فإن هذا هو الانجاز الأهم منذ بداية الحرب الحالية، وربما منذ تم تصفية أحمد الجعبري القائد السابق للقسام، والذي اغتيل عام 2012، والذي تولى عيسى المسؤولية عن الكتائب خلفًا له، معتبرةً ذلك بأنه سيكون انجازًا للوحدة 8200 النشطة في جهاز "الشاباك" والتي كانت دخلت عدة أزمات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي بسبب اخفاقاتها.
وقالت الصحيفة، إنه على عكس العديد من رفاقه، تمكن عيسى بالرغم من أقدميته في حماس، من البقاء على قيد الحياة، وهو أحد الناجين القلائل من النواة المؤسسة للحركة، وللقسام، وهو متدين جدًا لكن ليس له سلطة دينية، وخلافًا لغيره من كبار قادة حماس، مثل إسماعيل هنية الذي انتقل إلى الجانب السياسي أو أولئك الذين يتعاملون مع السياسة، فضل عيسى البقاء في الجانب العملياتي العسكري والأمني السري.
ولفتت الصحيفة إلى أن عيسى لعب دورًا مهمًا في التخطيط لعملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط عام 2006، وتنسيق عملية اخفاءه، وقاد مع الجعبري هذه العملية، ولم تكن إسرائيل تعلم شيئًا عن أماكن تواجد شاليط وتجاربه داخل السجن لأكثر من 5 سنوات، مشيرةً إلى أنه بعد وقت قصير من أسر شاليط أصيب عيسى بجروح خطيرة في عملية اغتيال قامت بها إسرائيل لكنه نجا.
وأشارت إلى أن عيسى إلى جانب الجعبري، تم انتخابهما في المكتب السياسي لحركة حماس، وكان ذلك مؤشرًا على تعزيز حضور القسام ورغبته في توسع نفوذه على القرارات السياسية التي تتخذ في المكتب.
وبينت أن المخابرات الإسرائيلية تنسب إلى عيسى أكثر من 50 بالمائة من المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول، والتخطيط له، وهي الخطة التي لم تصدقها إسرائيل حتى الآن، وبالتأكيد ليس حماس التي كان لديها شكوك بإمكانية نجاحها، خاصة بعد حرمانها من الأنفاق الهجومية عقب بناء العائق الأرضي، وهي الوسيلة التي كانت تعتمدها الحركة لتنفيذ عملية كبيرة مثل ما جرى.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: المشكلة الكبيرة إن حماس كانت تعتمد على الأنفاق، وبمجرد حرمانها منها، أصبح كل شيء فوق الأرض، وكنا مطمئنين، وكنا نعتقد بغباء أننا سنراهم ببساطة ونوقفهم، لكن كنا مخطئين، ولعيسى دور مركزي في هذا الخداع.
وقالت الصحيفة، إن عيسى كان بجانب الضيف والسنوار وشقيقه محمد يدعمون التضحية بهذا الهجوم وبغزة، على عكس هنية الذي كان يفضل إبقاء تحقيق الانجازات ما قبل ذاك الهجوم.
وتدعي الصحيفة أن الهجوم ضد عيسى، ليس الأول ضد قيادات كبيرة في حماس والقسام، وكان في السادس عشر من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، تم اغتيال أحمد الغندور قائد لواء القسام في شمال القطاع، ومجموعة من القادة، وكان في النفق الذي استهدف حينها روحي مشتهى الذي نجا بصعوبة بعد إصابته، وعاد مجددًا للعمل مع السنوار لقيادة حماس.
ورأت الصحيفة أن حماس تكبدت الكثير من الخسائر والأضرار منذ الهجوم الكبير في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لكن المعادلة لم تكسر بعد، والاغتيالات ليس شيئًا سيغير الوضع العالق بشكل جذري، وفي إسرائيل يفهمون أن السنوار لن يستسلم أو يكون على وشك ذلك بسبب تصفية عيسى، لكن هناك البعض في المؤسسة الأمنية يأمل في أن تلين هذه العملية موقف السنوار تجاه التوصل إلى اتفاق، ليثبت للمرة الأولى أنه منذ بداية الحرب بأن الضغط العسكري له نتائج إيجابية، ويمكن أن تظهر أن السنوار يحتاج إلى وقف إطلاق النار قبل أن يتم اغتيال المزيد من كبار القادة.
المصدر : وكالات