ومهرجون يرسمون البسمة
تاريخ النشر:
09-04-2017 6:44 AM - آخر تحديث:
09-04-2017 3:44 AM
لم تتوقف الطفلة "ميد حميد 12 عامًا" عن ملاحقة الرجل المضحك "المهرج" حتى يرسم لها علم فلسطين، ويخط اسمها على وجهها الطفولي.
وأمضت الطفلة حميد وصديقاتها بعض الوقت تنتظر الفرصة المناسبة للإمساك بالرجل المضحك، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل بسبب حجم الركام المنتشر على جانب الطرقات.
وتشارك الطفلة حميد اصدقائها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فرحتهم خلال فعاليه الإفطار الجماعي الذي نظمها نادي الصحفي الصغير.
وتمكنت الطفلة بمشاركة صديقاتها بعد جهد طويل من الإمساك بالرجل المهرج، ورسم لهم بالألوان المائية الرائعة ما تمنوا على وجوههم.
وواجه أطفال قطاع غزة خلال شهر رمضان الماضي حربًا داميه استشهد خلالها 547 طفلا فلسطينيا، من بينهم 535 طفلا استشهدوا نتيجة للهجمات الإسرائيلية المباشرة عليهم.
ولم تقتصر حميد مشاركتها بالفقرات الترفيهية، بل شرعت وبرفقتها الأطفال في ترتيب أماكن الجلوس للمواطنين المتضررة بيوتهم خلال العدوان استعدادا لتناول وجبه الإفطار امام منازلهم المدمرة.
وعمت فرحة المواطنين المدمرة بيوتهم، بعد أن ابتلت العروق وذهب الظمأ وتناولوا وجبه الإفطار أمام منازلهم وبرفقتهم العشرات من المتضامنين.
وتقول الطفلة حميد لـ"الوطنيـة" إن شهر رمضان الماضي كانت طائرات الاحتلال تقصف وتستهدف الاطفال الآمنين ومنازلهم وتقتل ضحكاتهم البريئة، لذلك شرعنا في عمل إفطار جماعي حتى يتمكن الاطفال من البدء في حياة جديدة".
وترى حميد أن حجم الدمار الكارثي الذي يشاهدونه الاطفال يوميًا كلما استيقظوا من نونهم في هذه المنطقة سبب في بقاء الحرب بذاكرتهم.
وتأمل من جميع المؤسسات الفاعلة في غزة الاهتمام كثيرًا بأطفال المناطق المدمرة، حتى يتمكنوا من العيش كباقي أطفال غزة بعيدًا عن ذكريات العدوان.
وبجانب ميد تجلس شقيقتها مايا تروى لأصدقائها الجدد قصصًا عن فقرات النادي الصحفي، وما يقدمه في برامجه الاذاعية.
ويظهر على وجوه الأطفال ومايا تروى لهم، تحمسهم الكبير تحمسهم الكبير بمشاركة مايا لحظاتها في النادي الصحفي وعرض قصصهم لجميع المواطنين.
ويأمل أصحاب البيوت المدمرة أن تقوم المؤسسات الخيرية والفاعلة في قطاع غزة بتنظيم العديد من الفقرات الترفيهية لأطفالهم.
ويقول عصمت سعد أحد المواطنين اللذين هدم منزلهم لـ"الوطنيـة" إن شهر رمضان الماضي عاصرنا عدوانا داميا لمدة 51 يوميًا شعر أطفالنا بالخوف في جميع اماكن تواجدنا حتى بعد أن هربنا خوفًا من القصف.
وشكر سعد جميع المؤسسات التي ساهمت في ارساء البسمة على وجه الاطفال وخص بالذكر نادي الصحفي الصغير.
ويقول مدير نادي الصحفي الصغير غسان رضوان إن الفعالية هدفها التنفيس عن الأطفال ضحايا الحرب اللذين هدمت منازلهم خلال الحرب ولا يستطيعون أن يصلوا إلى الأماكن الترفيهية.
وأضاف " نحن حملنا مدينة ترفيهية مصغرة وذهبنا إلى هؤلاء الأطفال، حيث اندمج أعضاء النادي مع الأطفال ، وتناولوا الإفطار معاً في خطوة هي الأولى من نوعها في غزة".
وشكر كل المساهمين في هذه الفعالية مادياً وإعلامياً ومعنوياً، مشيراً إلى أن النادي سيكمل الفعاليات في جميع المناطق الشرقية في قطاع غزة رغم الضائقة المالية التي يعاني منها.
ولفت إلى أن لديهم خطة لجمع أطفال الحروب الثلاثة في مكان على شاطئ غزة من أجل أن يقضوا يوماً ممتعاً.
المصدر :