منذ أكثر من ثلاثة عقود يجمع مهنا عبد الرحمن مهنا 48 عاماً القطع الأثرية ليضيفها إلى ما جمعه والده الذي ورث عنه تلك الهواية بعد وفاته. واستطاع مهنا أن يثري مجموعته بالآلاف من القطع المعدنية في منزله المتواضع بحي الشجاعية شرق غزة والتي تعود لفترات مختلفة، والتي تضم شمعدانات ومباخر نحاسية وسيوفاً وخناجر وأواني وأسلحة بيضاء. ويعرض مهنا المقتنيات الذي صرف عليها كل ماله على الجدران بأسلوب باهر وجميل أشبه بالمتحف الذي يخرج منه رائحة عبق الماضي. فلم يكن جمع واقتناء تلك الأشياء بمحض صدفة، إنما اقتداء بوالده منذ صغره، حيث جمع آلاف القطع والتحف التي يعتز بها والتي تعتبر أحد أهم عوامل الجذب السياحي الرئيسية. ويقول مهنا في حديث لـ "الوطنيـة" : " هذه الهواية التي أحببتها وورثتها عن والدي، وبدأت أجمع المقتنيات في عام 92، وصرفت كل أموالي عليها". ويضيف " أبي أضاع ماله وحياته من أجل أن يجمع هذه المقتنيات، وعاش في منزل للإيجار ليتمكن من جمع المقتنيات الأثرية العربية والفلسطينية".
التكلفة
من جهة ثانية، يؤكد مهنا أن جمع هذه المقتنيات كلفه الكثير من الأموال وصلت إلى حد 200 ألف دولار، مشيراً إلى أنه اضطر في الفترة الأخيرة لاستخراج قرض من أحد البنوك لشراء مزيد من المقتنيات. وأضاف " حصلت من البنك على مبلغ 40 ألف دولار كي أشتري منزلاً يعيل عائلتي الكبيرة بدلاً من منزل الإيجار، لكني فضلت أن أشتري مقتنيات كانت معروضة للبيع". ويردف بالقول" كان أبي يقول إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يمحي تراثنا، فأنا حاولت أن أحافظ عليه خوفاً من وصوله إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول بكل وسيلة أن يحصل عليها ويدفع أموالاً طائلة، مؤكداً أنه متمسك بهوايته التاريخية والحضارية ومتحملا للفقر حتى لا تباع التحف لإسرائيل التي تطمس التاريخ، على حد تعبيره
بيع المقتنيات
وحول وجود نية لديه لبيع كل هذه مقتنيات، أجاب: "لمن سأبيع؟"، وتابع " المفروض من سيشتري مني مؤسسة أو دولة؟، هناك أناس تأتي لشراء هذه المقتنيات لكني أرفض خوفاً من نقلها إلى إسرائيل".
المصدر : الوطنية_ ليث شحادة