الأوضاع الإنسانية
عيسى الذي يشغل وظيفة محاسب يقول إن الخروج للتبضع بالمواد الغذائية والمستلزمات اليومية يعد أمرً خطيرًا، حيث يضطر اللاجئون لتدبير أمورهم مما يتوفر من "حواضر" البيت، مشيرًا إلى وجود أزمة نقص في الأغذية وفي المواد الأساسية. ويعاني لاجئو عين الحلوة أيضاً من أزمة صحية جراء تكدس النفايات منذ 5 أيام، حيث توقفت طواقم النظافة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية. أما عن أزمة الكهرباء، أوضح عيسى أن الكهرباء التي تزود المخيم تأتي عبر طريقتين، الأولى تزودها الحكومة اللبنانية وهي ضعيفة الجهد في الصيف خاصة ومتوقفة بالكامل الأن بسبب تضرر شبكات الكهرباء بفعل الاشتباكات، والطريقة الثانية تأتي من مولدات خاصة لبعض الأشخاص. وأضاف أن هذه المولدات تواجه مشاكل بسبب نقص الوقود الذي توقف ارساله من خارج المخيم، وبسبب تضرر "الكوابل" الممتدة بين الأحياء. ومخيم عين الحلوة من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتتولى أمنه الفصائل الفلسطينية. وكانت أعمال عنف مشابهة في عين الحلوة قد أودت بحياة شخصين في يونيو/ حزيران، إذ تحول خلاف بين أفراد إلى معركة بالأسلحة.التغطية الصحفية
حال الصحافيين والإعلاميين لم يختلف كثيرًا عن أوضاع اللاجئين في عين الحلوة، حيث منعت الأوضاع الأمنية العديد من الصحافيين من إتمام أعمالهم بحرية، وأثرت على توثيقهم لأحداث المخيم. "باتريك ستريكلاند" صحافي أمريكي تحدث لـ الوطنيـة عن آخر زيارة له لعين الحلوة، حيث قابل بعض المسؤولين في قوات الأمن الفلسطينية المشتركة، والعديد من اللاجئين الفلسطينيين، واللاجئين النازحين من مخيم اليرموك في سوريا. وقابل ستريكلاند لاجئين نزحوا "من مخيم إلى مخيم"، حيث وصف أوضاعهم بالمأساوية في ظل تردي الأوضاع المعيشية في مخيم عين الحلوة بالأساس، والذي وصلت نسبة البطالة فيه إلى 70%. إحدى المقابلات التي أجراها باترك كانت مع بائع قهوة، الذي تساءل بدوره "كيف لنا أن نربي أولادنا في المخيم وننصحهم بعدم الالتحاق بالجماعات المسلحة مثل داعش، في ظل انعدام فرص العمل والأمن". حال الشباب في مخيم عين الحلوة أحزن الصحافي الأمريكي، حيث يقول إن اللاجئين وخاصة الشباب منهم يضطرون للهجرة غير الشرعية عبر السفن هربًا من أوضاع المخيم، الأمر الذي يواجهون فيه الموت الذي يعتبرونه "أهون" من البقاء تحت رحمة الجماعات المسلحة. ويأوي لبنان أكثر من 450 ألف فلسطيني بحسب احصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" يعيش معظمهم في ظروف حياتية صعبة في 12 مخيما للاجئين.نظرة أمنية أخرى
وكان باترك يرى ترددًا في آراء اللاجئين عندما يسألهم عن الأوضاع الأمنية في وجود قادة من القوى الأمنية المشتركة وحركة فتح، حيث يتوقفون عن الكلام لحظة قدومهم، الأمر الذي دفع باترك للطلب من هؤلاء القادة بإفساح مجال حرية التحدث للاجئين. وبعدما غادر ذلك القائد من القوى المشتركة والذي كان "يمارس التخويف على اللاجئين" بساعات، ظهرت لباترك "الآراء الصحيحة" التي تنتقد المخطط الأمني، حيث وصفه بعض اللاجئين بـ "الفاشل.. وعلى الفاضي".المصدر :