يبحث على من يحتضنه محليا وعالمياً
تاريخ النشر:
23-01-2019 12:59 PM - آخر تحديث:
23-01-2019 10:59 AM
داخل غرفة مظلمة يشع منها ضوء أبيض، بدأ الشاب خليل الخالدي (20 عاماً) بتجسيد قصص ومشاهد الحرب على قطاع غزة 2014 من خلال حبات قليلة من الرمل.
وحاول الخالدي التسلسل بالأيام والمشاهد التي حصلت خلال العدوان، حيث رسم أحد الأطفال وهو يسترجع ذكريات عائلته من فوق ركام منزله الذي قصف، متمنيا العودة في نهاية المشهد إلى المسجد الأقصى رافعا العلم الفلسطيني فوقه.
وركز الخالدي خلال رسمته على الأطفال باعتبارهم الحلقة الأضعف التي شهدت ثلاثة حروب بقطاع غزة والتي كان من المفترض أن ينعموا بأمن وسلام كبقية أطفال العالم.
وبدأ الشاب الوسيم الذي يقطن مخيم النصيرات موهبته منذ نعومة أظافره، حيث كانت وسيلة للتسلية داخل "حوش "منزله القديم، حيث كان يرسم على شبابيكه وأبوابه بالألوان، لتبدأ تدريجيا الموهبة تنمو ببعض من الأدوات البسيطة التي استطاع جلبها.
ويقول " فُتح لي الباب لأعرض أعمالي الفنية وما أقوم به من رسم بالألوان والرمل لأول مرة من خلال معرض مواهب أقامتها الجامعة بحضور لفيف من الفنانين والأكاديميين الذين شجعوني لأواصل فني الفريد من نوعه ".
ويشير الخالدي الذي يدرس كلية الطب إلى أنه إلى جانب الرسم بالرمل يجيد الرسم بالألوان والفحم على جدران المنازل والشبابيك المدمرة خلال العدوان.
هذا الفن الذي يمتلكه الخالدي يحتاج لأدوات بسيطة، وهي عبارة عن صندوق خشبي مستطيل بداخله أضواء ومن فوقها لوح من الزجاج وبيديه ينثر حبات الرمل الناعمة المصفاة لإزالة الشوائب العالقة.
ويبين أن الكثير من العراقيل لا سيما المالية واجهته خلال مسيرته الفنية، فكنت في البداية أضع من مصروفي الشخصي لأستطيع أن أجلب الأدوات وأمن احتياجاتي الضرورية المساعدة لإنجاز أعمالي.
ويتمنى أن تتسنى له فرصة السفر للخارج كي يستطيع أن يشارك بالمعارض الفنية التي تناولت بعض من رسوماته التي تحاكي الواقع الفلسطيني، إضافة لجلب الأدوات والمعدات الفنية التي شح وجودها بغزة.
وأعرب والد الفنان أبو خليل عن اعجابه الشديد بفن ابنه منذ الصغر، ما دعاه لتشجيعه معنويا وماديا ليستطيع أن يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني بلوحاته الفنية.
وأضاف أبو خليل " الفن يعتبر وسيلة من وسائل المقاومة مثلها مثل بقية الوسائل الجهادية لتوصيل ما يعيشه الغزيون من حصار ودمار وتشريد وظروف صعبة داخل القطاع ".
هذا النوع من الفن الذي يتقنه الخالدي واحد من مئات المواهب المدفونة التي تحاول ايصال رسائلها للعالم أن غزة تحتضن مواهب تحتاج فقط للدعم.
المصدر :