غزة – عبدالله المنسي – الوطنية
يبحث الشاب "خالد محمود" عن فرصة عمل منذ صيف عام 2013 بعد توقفه عن العمل في الأنفاق الأرضية التي كانت ممتدة بين قطاع وجهورية مصر العربية.
ولم يفقد محمود "اسم مستعار" الذي عمل على مدار 5 أعوام في الأنفاق، الأمل بإيجاد فرصة عمل بعد ثلاثة أعوام من انضمامه لجيش البطالة في غزة، رغم كل محاولاته الحثيثة.
ومحمود الذي تخرج من قسم "إدارة الأعمال" من إحدى الجامعات الفلسطينية واحد من بين آلاف الشباب العاطلين عن العمل منذ سنوات طويلة، ووجدوا بصيص أمل في الأنفاق التي راح ضحيتها العشرات.
وانتشرت فكرة العمل بالأنفاق الحدودية مع مصر لتهريب البضائع ومستلزمات الحياة، بعد عام 2009 كبديل عن الحصار المشدد الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة.
وحتى صيف عام 2013 كان يقدر بأن ما يزيد عن ألف نفق أرضي يتم العمل فيها لتهريب مئات أصناف البضائع الغذائية ومواد الخام بما في ذلك مواد البناء ومشتقات الوقود.
ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي في عام 2013 شن الجيش المصري هجوماً كبيراً على الأنفاق الواصلة مع قطاع غزة، وبدأ في 11 سبتمبر/أيلول 2015 بضخ كميات كبيرة من مياه البحر على طول الشريط الحدودي مع غزة.
ويقول محمود لـ"الوطنيـة" : " خاطرنا في أرواحنا تحت الأرض لمساعدة المواطنين في غزة، وبذلنا جهدًا شاقًا ولكننا رغم ذلك كنا نحصل على مبلغ مالي ممتاز ونستطيع من خلاله الصرف على عوائلنا" .
وإلى جانب ما يعانيه من البطالة، فإن محمود يشكو عدم حصوله على أي مستحقات مالية نظير أعوام عمله.
أما الشاب ( م . ع ) الذي عمل في الأنفاق لـ 3 أعوام، يقول إنه شاهد أكثر من مرة " سقوط " النفق على زملاءه ولم يستطع أي أحد فعل شي سوى محاولة الخروج من النفق سالمًا.
ويؤكد لـ"الوطنيـة" إن سقوط الأنفاق غالبًا ما يكون بسبب استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الأنفاق، أو لانتشار الأنفاق بشكل كثيف ما يؤدي إلى ضعف التربة.
وعن مستحقاته المالية، يقول إنه لم يتلقى أي من مستحقاته المالية رغم تعرضه للخطر مرات عدة بسبب الانهيار المتواصل من الأنفاق.
وبالرغم من صعوبة عمله وخطورته إلا أنه يرى العمل بالأنفاق أفضل بكثير من الجلوس في المنزل، دون أي دخل شهري.
ولم يتنسى لـ ( م . ع ) الحصول على فرصة جيدة حتى الأن بعد توقفه عن العمل لمدة عامين، رغم محاولاته الجادة بالحصول على ذلك.
وحمل مسؤولية إهمال عمال الأنفاق للحكومة الفلسطينية ولنقابة العمال، مشددًا على ضرورة إعطاء عمال الأنفاق حقوقهم ومستحقاتهم.
اقتصاد الأنفاق
ويقول عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين وائل خلف إن 70 ألف شخص كانوا مرتبطين بشكل مباشر وغير مباشر باقتصاد الأنفاق في قطاع غزة.
وذكر خلف لـ الوطنية أن عدد العمال داخل الأنفاق كان يقدر بنحو 7 ألاف عامل وانضموا الآن لجيش البطالة بعد الحملة المصرية المستمرة لإغلاق الأنفاق.
وحول الإطار الرسمي الذي يكفل حقوق عمال الأنفاق، كشف خلف أن هؤلاء العمال يفتقدون لأي إطار رسمي يدافع عن حقوقهم باعتبار أن عملهم خارج القانون ويعد تهريب.
الجهاد الاقتصادي
ويقول خلف: " للأسف الشديد جميع العاملين في الأنفاق كانوا يعملون تحت عنوان "الجهاد الاقتصادي" يجاهدون من أجل الوطن لرفع الحصار وتحت هذا العنوان انتهكت حقوقهم الناس كافة".
وعن العمال اللذين لقوا مصرعهم أثناء العمل، أوضح أن رؤساء العمل يصرفون ما يقدر بـ 10 ألاف دولار أميركي فقط لا غير، وكانت هذه كـ"دية".
وأرجع خلف ذلك لغياب القانون والسلطة التنفيذية وضعف الحركة النقابية الفلسطينية ، وعدم قيام الحركة النقابية بالدفاع عن حقوق ومصالح عمال الأنفاق، كما قال.
كما أكد أن الانقسام الفلسطيني المستمر بين حركتي فتح وحماس ساعد في اضطهاد عمال الأنفاق وعدم إعطائهم حقوقهم المشروعة كعمال فلسطينيين.
المصدر : عبدالله المنسي