يوافق اليوم الثلاثاء 14 من حزيران يونيو الذكرى الـ 9 لأحداث الانقسام الفلسطيني التي اندلعت صيف 2007، وترتب عليها نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في الضفة الغربية تحت سيطرة حركة فتح، وفي قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس.
وجاءت أحداث الانقسام بعد فوز حركة حماس في ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية مطلع عام 2006 بمعظم المقاعد في المجلس التشريعي، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للانتقال السلمي للسلطة الداخلية والخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية للحكومة الجديدة آنذاك.
وسارع حينها القيادي في حركة فتح محمد دحلان إلى التصريح بأنه "من العار" على فتح المشاركة في حكومة تقودها حماس، في حين دعا الرئيس محمود عباس الحكومة حينها إلى الالتزام باتفاقات منظمة التحرير ونهج السلام.
وبعد رفض الفصائل المشاركة في حكومة حماس، شكلت الحركة حكومتها برئاسة إسماعيل هنية الذي سلم يوم 19 مارس آذار 2006 قائمة بأعضاء حكومته إلى الرئيس محمود عباس، لكن الحكومة قوبلت بحصار إسرائيلي مشدد عرقل عملها.
ونظرا لرفض الأجهزة الأمنية التعاطي مع الحكومة الجديدة، شكل وزير الداخلية آنذاك سعيد صيام قوة مساندة تعرف بـ "القوة التنفيذية"، لكن حركة فتح شنت عليها حملة واسعة وصلت لحد الاصطدام مع الأجهزة الأمنية الأخرى.
وفي هذا الظرف تحركت العديد من الجهات لوقف الاشتباكات بين مسلحي حماس وفتح والأجهزة التابعة لهما، ونجحت هذه التحركات في وقف الاشتباكات وإنشاء لجنة تنسيق وضبط العلاقات بين الطرفين، لكن الأمور عادت مجددا للتوتر والاصطدام.
المصالحة
ومنذ نشوء الانقسام الفلسطيني تعددت المحاولات لتحقيق المصالحة بين الحركتين في جوالات عدة كانت بمكة المكرمة، والعاصمة القطرية الدوحة، والمصرية القاهرة، السورية دمشق، وفي غزة بالاتفاق الذي بات يعرف بـ "الشاطئ".
وتمخضت جولات الحوار على مدار ثمانية سنوات عن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله في ربيع 2014، أعقبها حرب إسرائيلية على قطاع غزة استمرت لـ 51 يومًا.
ويقف أمام تحقيق المصالحة العديد من العراقيل أهما ملفات الموظفين والمعابر والأجهزة الأمنية، حيث تتهم الحكومة حماس بعدم تمكينها في قطاع غزة، بينما توجه حماس الاتهام للحكومة وفتح بإهمال غزة وتهميشها، وإنهاء شرعية الرئيس، ومؤسسات منظمة التحرير.
مع اندلاع الثورات العربية مطلع عام 2011 وفشل خيار المفاوضات مع إسرائيل، ارتفعت أصوات الشبان الفلسطينيين ليطالبوا بإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، فنظموا حملة من المظاهرات والمسيرات انطلقت في 15 آذار مارس عام 2011 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين الحركتين.
وقد تجري جولة حوار جديدة حاليًا في العاصمة المصرية القاهرة، حيث يزور القاهرة وفد من فتح برئاسة مفوض علاقاتها الوطنية في اللجنة المركزية عزام الأحمد، إذ من المتوقع أن يتوجه كذلك وفد من حماس.
وكانت الحوارات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة قبل شهرين قد خرجت بـ "تصور عملي" لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام والاتفاق على آلية لحل القضايا العالقة، إلا أنه سقط سريعًا بسبب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
المصدر : الوطنية