يقود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جهود ديبلوماسيّة من أجل "تليين" تقرير الرباعية الدوليّة للسلام في الشرق الأوسط "الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركيّة، روسيا والأمم المتحدة" المتعلق بجمود عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتوقع أن يوجه نقدًا شديدًا لسياسات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وأبلغ مسؤولون إسرائيليون كبار وديبلوماسيّون غربيون صحيفة "هآرتس" أن العمل قد أنجز على مسودّة التقرير، وتم تحويلها للمصادقة عليها من قبل وزراء خارجيّة دول الرباعية، من أجل نشر التقرير في الأيام المقبلة.
ومن المقرّر أن يتطرق التقرير إلى الجمود الديبلوماسي بين إسرائيل والفلسطينيين، الانهيار الأمني في الأراضي الفلسطينية ومبادرة السلام الفرنسيّة.
ولوّح وزراء خارجية الرباعيّة، خلال اجتماعهم في ميونخ الألمانيّة، شباط/فبراير الماضي، لأول مرّة، بالتوجّه لمجلس الأمن الدولي، الأمر الذي أثار مخاوف إسرائيل من أن يكون تقرير الرباعية مقدّمة لإجراءات أوسع بكثير في مجلس الأمن في ما يتعلّق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، عمل ديبلوماسيّون كبار من الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على صياغة مسودّة التقرير، حيث قاد كتابة المسودة المبعوثُ الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، فرانك ليفينشتاين، بالاشتراك مع مبعوث الاتحاد الأوروبي، فرناندو جنتيليني، ومبعوث الأمم المتحدة، نيكولاي ميلدنوف، والمبعوث الروسي للسلام، إيغور فيرشنين.
ونقلت "هارتس" عن مسؤولين ديبلوماسيّين أن المبعوثين الأربعة التقوا في جنيف، نهاية الأسبوع الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الانتهاء من صياغة المسودة، وجرى تحويلها إلى مطالعة وزراء الخارجية من أجل التصديق عليها.
أقسام التقرير
بالإضافة إلى ذلك، لم يتلق المسؤولون الإسرائيليون أو الفلسطينيّون نسخة مكتوبة عن المسوّدة، إنما جرى إخبارهم بمجمل مضمونه شفهيًا، حيث لا يتوقّع مسؤولون غربيّون أن يتفاجأ الإسرائيليون أو الفلسطينيّون بما يحويه التقرير.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن التقرير ينقسم إلى قسمين أساسيّين:
الأول: وصف وتحليل للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة، وجمود عملية السلام، وتصاعد العنف بالإضافة إلى الخطوات السلبية التي يمارسها كل الطرفين. ومن المتوقع أن يوجه التقرير نقدًا للفلسطينيين حول "التحريض والعنف ضد إسرائيل"وحول الانقسام الداخلي الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، ولـ "عدم كفاءة" السلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزّة، رغم ذلك، فإن الجانب الأكبر من الانتقاد موجه لإسرائيل، حيث سيتطرق بمجمله إلى بناء المستوطنات، وسياسات الاحتلال في مناطق " ج " بالضفة الغربية المحتلة (الخاضعة للاحتلال بسلطتيه المدنية والعسكريّة التامتين)، ومنها هدم منازل الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم، ومن المتوقع، كذلك، أن يحدّد هذا القسم أن سياسات إسرائيل تعرّض تطبيق حل الدولتين للخطر.
الثاني: وهو القسم الأقصر من بين القسمين، سيحوي توصيات لخطوات من أجل بناء الثقة بين الطرفين، على الطرفين القيام بها من أجل تحسين الأجواء والحفاظ على إمكانية تطبيق حل الدولتين والعودة في مرحلة معينة إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين، ومن المتوقع أن تتعرّض التوصيات بالبناء في المستوطنات، السياسات الإسرائيلية في مناطق ج، و"التحريض الفلسطيني".
وأخبر الديبلوماسي الغربي "هآرتس" أن التوصيات هي الجزء المركزي في التقرير، حيث ستكون موسّعة أكثر عن توصيات التقرير السابق الذي صدر في أيلول/سبتمبر الماضي، وسيكون محورها الأساس هو الاتجاه السلبي في ما يتعلق بحل الدولتين، والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل إنقاذه.
ومن أجل المحاولة للتأثير على التقرير، قامت إسرائيل بنقل وثائق مكتوبة وتوجيهات شفهية لمبعوث الرباعية، رغم ذلك، تدعي إسرائيل إنه، مع انتقال التقرير إلى وزارات الخارجية المعنيّة، فيمكن التأثير بشكل أكبر من خلال العلاقات المباشرة بين نتنياهو وقادة تلك الدول.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو أو أن يتخابر هاتفيًا مع قادة تلك الدول خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد أجرى اتصالًا هاتفيًا بالفعل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، تطرق خلالها الطرفان إلى التقرير وإلى المبادرة الفرنسية وجمود عملية السلام.
والأحد المقبل، سيطير نتنياهو إلى روما من أجل لقاء وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغيريني، لمناقشة التقرير وتوصياته.
المصدر : الوطنية