شيع 25 شخصًا من مدينة القدس المحتلة فجر الثلاثاء جثمان الشهيد محمد أبو خلف "20 عامًا" إلى مثواه الأخير في مقبرة "المجاهدين" بشارع صلاح الدين وسط المدينة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلمت فجرًا، جثمان الشهيد المقدسي أبو خلف بشروط، بعد احتجازه لمدة 6 أشهر في ثلاجاتها.
وحولت سلطات الاحتلال شوارع القدس المحيطة بمقبرة المجاهدين "شارع صلاح الدين وباب الساهرة" إلى ثكنة عسكرية، وأخلتها من المارة، ومنعت سير المركبات فيها، ووضعت عند مداخلها السواتر الحديدية، تزامنًا مع اقتحام المقبرة وتمشيطها بالكامل، قبل وصول السيارة التي تقل جثمان الشهيد أبو خلف.
واحتجزت الشرطة عائلة الشهيد عند مدخل شارع صلاح الدين، ومنعت أي شخص اسمه غير مدرج ضمن قائمة الأسماء بالدخول إلى المقبرة، بحسب مركز معلومات وادي حلوة
كما أبعدت الطواقم الصحفية مسافة كبيرة عن مقبرة المجاهدين وعن الشوارع المؤدية اليها، وأجبرتهم على التواجد والوقوف في أحد الشوارع المحاذية لحي واد الجوز، ووضعت في محيطهم السواتر الحديدية، لمنع توثيق تسليم الجثمان.
وأوضح محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين محمد محمود أن القوات الإسرائيلية سلمت جثمان الشهيد على باب مقبرة باب المجاهدين، بمشاركة 25 شخصًا من أفراد عائلته.
بدورها، أوضحت عائلة الشهيد أبو خلف أنه كان من المقرر تسليم جثمان نجلها يوم أمس، إلا أنه تأجل لليوم، حيث رفضت مخابرات الاحتلال وجود قبره بالقرب من قبور الشهداء ثائر أبو غزالة وبهاء عليان، وطالبت بإيجاد قبر آخر له، وبالفعل عملت العائلة على ذلك.
وبعد دفن جثمان الشهيد، زارت والدته برفقة أفراد عائلتها مكان استشهاد نجلها في منطقة باب العمود بمدينة القدس، واعدامه بأكثر من 50 رصاصة بحجة محاولته طعن أحد الجنود، وقامت بتقبيل مكان استشهاده وقراءة الفاتحة على روحه.
وقالت والدته "رغم صعوبة الموقف وألم دفن الابن، إلا أننا نشعر بفخر واعتزاز في هذا اليوم، نحن زفينا محمد الذي مر 200 يوم على استشهاده، وذكراه في المنزل ونتذكره في كل شيء، محمد معنا في كل اللحظات، قمنا بدفنه ودعيت له وودعته".
وأضافت "محمد كان رفيقي وسندي ويلبي كل طلباتي، ومكانه فارغ ولن يمتلئ بغيره، وأنا أفتخر بوقوفي في المكان الذي استشهد فيه."
يذكر أن أبو خلف استشهد في التاسع عشر من شباط الماضي، في باب العامود بالقدس المحتلة، حين حاصره جنود الاحتلال وأعدموه بأكثر من 50 رصاصة أطلقت عليه من مسافة الصفر، رغم عدم تشكيله أي خطر عليهم.
المصدر : الوطنية