أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن المقاومة الفلسطينية تأثرت إيجابًا وسلبًا من الربيع العربي والثورات المضادة، موضحًا أنها تتميز بكونها مقاومة ذاتية مرتبطة بوجود الاحتلال حسنت الظروف أو ساءت.
وعرض مشعل طريقة تعامل حماس مع ثورات "الربيع العربي"، وما تبعها من "ثورات مضادة"، كشافًا وقوع حركته في بعض الأخطاء.
وقال خلال حديثه في ندوة "التحولات في الحركات الإسلامية"، التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات بقطر، إن حركته تأثرت من أحداث الربيع العربي، وما تبعها، لكنه أشار إلى أن المقاومة أثّرت أيضًا وكانت ملهمة للشعوب في مواجهة القمع.
وقال إن: حماس تأثرت بالتحولات التي أفرزتها ثورات الربيع العربي، وربما كان فوزنا في انتخابات 2006 خطوة مبكّرة في حالة الربيع العربي، وما واجهته من ثورة مضادة.
وذكر أن مرحلة الثورات شهدت نجاحات سريعة، وأعطت إشارة إلى أن هذا الحراك داعم للمقاومة، وهو ما دفع حماس للاستبشار بذلك، والاستفادة منه سياسيًا، وفي دعم خيار المقاومة أيضًا، وإيجاد الظهير لها.
ولفت إلى أن عدوان 2012 كان مثالًا واضحًا لحالة الظهير الداعم للمقاومة، حينما وقفت مصر وتركيا وقطر للاستفسار عن شروط المقاومة لوقف الحرب، وكان الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وليس على المقاومة.
وعلى صعيد تعامل حماس مع أنظمة بعض الدول العربية التي شهدت ثورات، أشار إلى أن حركته "نصحت بعض أصدقائها في دول الممانعة، وبعض الحركات الإسلامية بأن تحسن قراءة وتقدير الموقف".
وأشار مشعل إلى أن مرحلة الثورة المضادة شهدت ظواهر خطيرة، إذ "تحول الصراع السياسي لقتل واستقطاب طائفي وتطرف وقمع للديمقراطية، مع خطط لأنظمة إقليمية ودولية لتوظيف ظاهرة التطرف لخدمة أجندتها وإشغال الشعوب".
كما اتسمت هذه الفترة، وفق مشعل، بالتدخل الخارجي، وظهور مشاريع التقسيم، وعودة التطبيع مع "إسرائيل"، والاستقواء بها.
وقال مشعل إن الاختبار الحقيقي للإسلاميين في دول الربيع العربي كان بكيفية بقائهم متمسكين بالديمقراطية والاحتكام لنتائجها "حتى وإن رأوا سياسية الاقصاء لهم، وعدم الاعتراف بهم، وأن يبقوا حريصين على الشراكة حتى إن ملكوا الأغلبية".
وأشار إلى أن الإسلاميين وقعوا في خطأين خلال مرحلة الربيع العربي، أولهما المبالغة في تقدير الموقف بالنسبة للواقع، وسلوك القوى المتضررة من الربيع على المستوى المحلي والإقليمي.
وذكر أن ذلك كان بسبب قلة الخبرة، وغياب المعلومة الدقيقة، والوقوع في فخ تضليل الطرف الآخر، والمبالغة في الرهان على القوى الذاتية.
أما الخطأ الثاني، فهو خلل ونقص في التعامل مع شركاء الوطن، مضيفًا "ثبت بالتجربة العملية أن الأغلبية في الصناديق مهمة لكنها لا تكفي للانفراد بالقرار والمؤسسات".
أخطاء حماس
وعن الأخطاء التي وقعت فيها "حماس" قال مشعل: "استسهلنا أن نحكم وحدنا- هو ليس حكم وإنما تجربة سياسية- واكتشفنا أن ذلك صعب، اكتشفنا أن نظرية البديل نظرية خاطئة، بمعنى أن تأتي حركة وتقول إنها بديلة عن أخرى. المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق".
وأضاف "علينا أن نذهب إلى الشراكة والتوافق وليس إلى البديل، وثبت أننا محتاجون إلى الديمقراطية، وبعدها الشراكة في تحمل المسئولية، وبناء المؤسسات، وإلى التوافق الوطني سياسيًا ونضاليًا".
واستدرك: وقعنا في أخطاء، لكننا حققنا منجزات وقدمنا نماذج غير مسبوقة في خوض الحصار والحروب والبقاء قريبًا من شعبك أثناء الحصار.
المصدر : الوطنية