قال تقرير أصدره مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية إن 13 شهيدا من بينهم 5 أطفال ارتقوا على ايدي قوات الاحتلال في الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة خلال الشهر الماضي، حيث أعدم 10 منهم بدم بارد على الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية والقدس.
وأشار المركز في تقرير أصدره الاحد حول الانتهاكات الاسرائيلية خلال شهر أيلول الماضي إلى أن عدد الشهداء ارتفع بعد مرور عام على اندلاع الانتفاضة في مطلع تشرين الأول 2015 إلى (249) شهيدا، بينهم (57) طفلاً، ولا زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 18 شهيدا، بعد أن سلمت جثامين شهداء القدس القدامى.
الاستيطان والاستيلاء على الأراضي
أعلنت سلطات الاحتلال ومن خلال أذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات عن التخطيط، والمصادقة، ونشر عطاءات لبناء نحو (1000) وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية، والقدس المحتلة، فقد اقرت لجنة تابعة للادارة المدنية ( مجلس التخطيط الاعلى ) في الضفة الغربية على بناء نحو (500) وحدة استيطانية في شمال القدس والضفة الغربية، حيث تم بناء (285) وحدة استيطانية في مستوطنة " الكنا"، و (178) وحدة تم بنائها مسبقا وتمت المصادقة عليها باثر رجعي.
وأضافت "31 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بيت اريه" شمال غرب رام الله و(20) وحدة سكنية في " جفعات زئيف " بالاضافة الى المصادقة على عشرات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات شمال القدس المحتلة".
كما كشف الموقع الاخباري الالكتروني للقناة التلفزيونية الثانية العبرية النقاب عن أن ثلاث بنايات استيطانية وعشرات الوحدات الاستيطانية الاخرى ستحصل على مصادقة "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في القدس، بعد أن علقت هذه المخططات لفترة طويلة دون مصادقة وذلك بعد أن انهت اسرائيل مفاوضاتها حول اتفاق المساعدات الاميركية، الذي تم توقيعه مؤخرا بقيمة 38 مليار دولار على مدى السنوات العشر القادمة.
إلى ذلك أعلنت ما تسمى بـ "دائرة اراضي اسرائيل" عن رسو مناقصة لبناء فندق من سبعة طوابق يتضمن (150) غرفة فندقية، على قمة جبل المكبر في القدس بهدف تشجيع ودعم الاستيطان في القدس المحتلة، ويُشار إلى أن المخطط الاستيطاني الشامل لمنطقة قمة جبل المكبر، يشير إلى مخطط لإقامة فنادق مجموع غرفها الفندقية سيصل الى نحو (1330) غرفة فندقية.
من ناحية أخرى، تشهد المستوطنات المقامة على اراضي محافظة سلفيت نشاطا محموما من خلال عمليات التجريف داخل وخارج حدود المستوطنات لانشاء بنى تحتية بالاضافة الى بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة بعيداً عن اعين وسائل الاعلام.
كما نشرت وزارة الداخلية الاسرائيلية على صفحتها الالكترونية مخططا هيكلياً جديداً يقضي بالبناء والتوسع في مستوطنة "برقان الصناعية" الاسرائيلية الى الغرب من مستوطنة اريئيل في محافظة سلفيت. وينص على مصادرة (138) دونما من أراضي قرية حارس في محافظة سلفيت.
وأفاد المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس"، انه اتطلع على وثائق وخرائط، تؤكد مصادقة الاحتلال على بناء مستوطنة جديدة على تلال القدس الجنوبية الغربية باسم "منحدرات مشوآه"، او "منحدرات الشعلة"، على مساحة تقدر بنحو 170 دونما، تطل على أراضي قرية الولجة الفلسطينية، وقريبة من بلدة بيت جالا.
كما أوضح المركز، أن مخطط البناء يحتوي على إقامة 493 وحدة استيطانية إضافة إلى كنيس، ومرافقه، بحيث يصل مجموع المساحة البنائية الإجمالية بحسب الخرائط والوثائق، إلى نحو 100 ألف متر مربع، منها 46 ألف متر مربع للوحدات، ونحو 2000 متر مربع للأبنية العامة.
تهويد القدس
ما زالت مدينة القدس تئن تحت وطئة التهويد الاسرائيلي الممنهج الذي يستهدف الأرض، والانسان والمقدسات على مسمع العالم وبصره، وفي تحدٍ سافر للقوانين الدولية وحقوق الانسان.
ففي مخطط تهويدي جديد قامت سلطات الاحتلال برصد اكثر من مليون شيكل على مشروع حفر نفق سياحي جديد تحت حي وادي حلوة في منطقة سلوان بمدينة القدس المحتلة، كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مدينة القبور اليهودية التي يتم بناؤها هذه الأيام في أعماق الأرض بالقدس بسبب مشكلة النقص في الأراضي المخصصة كمقابر للموتى من خلال انفاق ضخمة تحت جبل الرحمة في القدس المحتلة.
وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال أخلت في مدينة القدس المواطن مازن قرش من منزله الكائن في حارة السعدية بالقدس القديمة لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم الاستيطانية"، بحجة أن العائلة "مستأجر غير محمي"، حيث فقدت حق الحماية باعتباره "الجيل الرابع".
هدم المنازل والمنشآت
هدمت سلطات الاحتلال خلال الشهر المنصرم (61) منزلاً ومنشأه في كل من الضفة الغربية والقدس من بينها (17 ) منزلاً ومسكنا بالاضافة الى (44) منشأه تجارية وزراعية وصناعية وبنى تحتية، وقد تركزت عمليات الهدم في كل من جبل المكبر وصور باهر والعيسوية والطور والثوري وبيت صفافا وحزما والبلدة القديمة في مدينة القدس، بالاضافة الى بيت اولا وجورة الخيل في مدينة الخليل، والعقبة وخربة الحمة في طوباس والاغوار، بالاضافة الى بيت دجن وحوارة في نابلس، وبلعين في رام الله.
وفي اطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه دولة الاحتلال ضد أهالي الأسرى والشهداء الذين تتهمهم بتنفيذ عمليات ضدها، أقدمت على هدم غرفة من منزل الاسير يونس عايش زين من بلدة يطا جنوب الخليل ، كما اجبر المواطنين مراد جعابيص وعماد جابر على هدم منزليهما بنفسيهما في جبل المكبر وبيت حنينا بمدينة القدس تنفيذا لقرار بلدية الاحتلال وتفاديا لدفع مخالفات كبيرة وأجرة الهدم لطواقم بلدية الاحتلال.
وقامت جرافات الاحتلال بهدم 4 بيوت سكنية تعود لعائلة "أبو الهوى" في قرية الطور بمدينة القدس، وهدم غرفة صفية يتعلم فيها 15 طالباً وطالبة في مدرسة ابو النوار الاساسية المختلطة في بلدة العيزرية.
كما تم هدم (18) مسكنا وبركسا في خربة الحمة بالاغوار، بالاضافة الى ذلك قامت جرافات الاحتلال بهدم محمية طبيعة في منطقة "عرب النجادة" بمسافر يطّا جنوب محافظة الخليل من خلال التجريف لحدود واشجار المحمية التي تبلغ مساحتها نحو (200 دونم)، كما واصدرت سلطات الاحتلال عشرات اوامر الهدم بحق منازل المواطنين ومنشآتهم بحجة عدم الترخيص ، منها 28 شقة سكنية في بلدة العيساوية بالقدس .
الجرحى والمعتقلين
قامت سلطات الاحتلال بإصابة وجرح نحو (170) مواطنا، من بينهم (40) طفلا في الضفة الغربية والقدس، كما تم اعتقال نحو ( 380 ) مواطناً بينهم عشرات الأطفال خلال شهر أيلول.
اقتلاع أشجار وتجريف أراضي
قامت قوات الاحتلال بإحراق نحو (250) شجرة زيتون مثمرة في خربة جبارة جنوب طولكرم، والمحاذية لجدار الفصل العنصري، نتيجة القاء قنابل ضوئية في المنطقة، كما قام مستوطنون من سكان مستوطنة "يتسهار" بإحراق عشرات اشجار الزيتون المثمرة في المنطقة الجنوبية من قرية بورين جنوب مدينة نابلس.
كما اقتلعت الجرافات العسكرية الاسرائيلية عشرات الاشجار المثمرة من أراضي بلدة وادي فوكين بمحافظة بيت لحم ، الى ذلك قامت جرافات الاحتلال بتجريف أراضٍ قبالة البرج العسكري المقام على مدخل بلدة بيت أمر، شمال محافظة الخليل.
الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة
فتحت الزوارق الحربية الاسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة صوب قوارب الصيد 6 مرات خلال شهر ايلول، فيما توغلت جرافات الاحتلال 3 مرات داخل اراضي قطاع غزة، وقامت بأعمال تجريف اراضي في المنطقة الحدودية، فيما شهد قطاع غزة عمليات قصف واطلاق نار أكثر من 12 مرة أدت الى استشهاد الفتى عبد الرحمن أحمد الدباغ (17 عاما) من مخيم البريج في قطاع غزة، واصابة أكثر من 15 مواطنا.
المصدر : الوطنية