أعدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا مطولا عن تدريبات مكثفة جرت الأسبوع الماضي في قاعدة تدريب لواء "ناحال" العسكرية في النقب، لمواجهة أنفاق حركة حماس خلال المواجهة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن التدريبات تأتي في إطار أخذ العبر والاستنتاج من الحملة العسكرية السابقة، حيث كانت أكثر تعقيدا وتتركز حول تهديد الأنفاق".
وأضافت:" داخل نفق، في أجواء ساخنة ومظلمة، نقص في الأكسجين يجعل من الصعب العمل تحت الأرض مع مرور الوقت، الغبار والدخان يلفان المكان، القدرة على المناورة أضيق، طريق طويل تزيد من حدة الشعور والخوف من الأماكن المغلقة، رؤية محدودة، هذا ما يمكن أن يرافق الجندي في نفق حقيقي".
وذكرت أن هذه التجربة ينبغي أن يمر بها أي مقاتل في الجيش الإسرائيلي خلال أي دورة تدريبية له"، لافتة إلى أن التدريبات لم تعد تعتمد على التعامل مع ما يجري فوق سطح الأرض، بل أصبح لديها عنصرا هاما تحت الأرض "الأنفاق" التي بات خطرها كبير".
وبينت أن الجيش الإسرائيلي استثمر مليون شيكل لإعداد منشأة تدريب جديد تحاكي قرية صغيرة، في مزيج تصميم للاستعداد لحرب مع حزب الله في جنوب لبنان وحماس في قطاع غزة.
وأوضحت أن القرية تضم مجموعة من المبانٍ وغرف عمليات وقاذفات صواريخ وأخرى مضادة للدبابات وأنفاق ومنازل مجاورة لبعضها، وغيرها من صور حية لواقع المعيشة لتكون محاكاة كأرض معركة حقيقية فوق الأرض وتحتها.
من ناحيته، أوضح قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي "إيال زامير"، أن هدف الجيش الإسرائيلي تحويل الأنفاق إلى فخ موت للعدو، ويقصد عناصر كتائب "القسام".
ووفق صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش يعمل حاليا لمعالجة إمكانية وقوع عمليات أسر من خلال الأنفاق كما جرى مع الجندي جلعاد شاليط عام 2006، وهدار جولدن عام 2014، إذ بات ذلك يتطلب معالجة سريعة الاستجابة تحت الأرض، وبالتالي يتم تدريب وحدة كوماندوز خاصة من "وحدة يهلوم" لتنفيذ تلك المهام.
وذكرت الصحيفة أن قادة الجيش حاولوا تسويق الحرب الأخيرة على أنها الأنجح، خاصةً وأن حدود غزة تشهد الفترة الأهدأ منذ حرب الأيام الستة، ولكن القوة التي أبداها مقاتلو لواء الناحال وغيرهم لا يمكن أن تكفِّر تماما عن الفشل الذي ظهر خلال الحملة العسكرية، كما نشرت في تقريرها.
وأوضحت أن الفشل تمثل في إهمال امتداد أنفاق حماس داخل الحدود، وتجاهل المستوى السياسي لتحذيرات أهمية الأنفاق التي تحفرها حماس، والتقييمات الخاطئة للاستخبارات الإسرائيلية حول نوايا حماس أثناء القتال، وإعدادها لعشرات الاستشهاديين للدخول للأراضي الإسرائيلية.
المصدر : الوطنية