أعاد إفراج الأجهزة الأمنية في غزة عن القيادي في حركة فتح زكي السكني المتهم بالقتل بعد 8 سنوات من الاعتقال، وفتح معبر رفح لسبعة أيام وعودة الحجاج السبعة المحتجزين الحديث عن ملف التقارب بين حركة حماس التي تحكم قطاع غزة والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
ويقول محللون إن الأحداث خلال الأيام الماضية تشير إلى وجود تقارب فعلي بين الطرفين بعد انسداد الأفق، وسط توقعات أن تحمل الساحة الفلسطينية مزيد من الإنفراجة في عدد من الملفات.
والسكني الذي اتهم بتفجيرات الشاطئ عام 2008 والتي قتل فيها 6 عناصر من كتائب القسام حكم عليه بالسجن 15 عاماً، إلا أن وزارة الداخلية أفرجت عنه بعد قضاء ثلثي المدة بسبب وضعه الصحي وفق قولها.
لكن القيادات المقربة من دحلان قالت إن السكني أفرج عنه نتيجة مفاوضات استمرت على مدار ستة أشهر مع قيادات من حماس، حيث استقبله هؤلاء بعد خروجه من السجن في غزة، ومن ثم غادر إلى القاهرة والتقى دحلان والمشهراوي مباشرة.
ويرى هؤلاء في أحاديث منفصله للوطنية أن الزيارة المفاجئة للرئيس محمود عباس لتركيا لاستدراك هذا التقارب وربما يحاول الوصول إلى مصالحة سريعة مع حركة حماس لوقف زحف دحلان، الأمر الذي سيعود بالإيجاب على الحركة الإسلامية التي تتعامل بذكاء سياسي مع الطرفين.
وأعلن مكتب الرئيس محمود عباس مساء السبت عن زيارة مفاجئة لتركيا تستمر لثلاثة أيام دون الحديث عن فحوى الزيارة.
الخلافات الداخلية
ويقول المحلل السياسي ناجي شراب إن حركة حماس مستفيدة من الخلافات الداخلية في حركة فتح ومن مصلحتها أن يتعمق لكي تأكد للجميع أنه يوجد بديل في فتح متمثل بالتيار الاصلاحي بقيادة محمد دحلان.
وأكد شراب أن حماس تسعى لأن يكون لها حضور دولي وعربي، وقد يكون دحلان أحد النوافذ لذلك كونه يمتلك حضوراً عربياً وإقليمياً ودولياً، موضحاً أن دحلان بيده قوى تأثير ويلوح بها لحماس.
وأشار شراب إلى أن حماس تتعامل بتكتيك كبير مع دحلان وهي لا تقبل بوجود أي منافس لها في غزة والعلاقة عبارة عن مصالح مشتركة.
وأوضح شراب أن زيارة الرئيس عباس إلى تركيا وقطر تهدف لإنهاء ملف المصالحة، " حيث يريد أن ينهي حياته السياسية بتحقيق المصالحة بعد فشل المفاوضات وحل الدولتين، ولوقف زحف دحلان عبر غزة ".
وتعمق الخلاف بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بعد رفض الأول مبادرات عربية للصلح بينهما في مسعى لإعادة وحدة حركة فتح، حيث أقدم على فصل عدد آخر من قيادات الحركة.
خارج الصندوق
من جهته، قال المحلل السياسي حسام الدجني إن انغلاق الأفق وانعدام الخيارات لدى حركة حماس في إطار المصالحة الفلسطينية دفعها إلى التفكير خارج الصندوق، الأمر الذي يتقاطع مع مصالح دحلان.
وشدد على أن غزة هي البوابة التي من الممكن أن يعود بها دحلان إلى حركة فتح وبقوة، مؤكداً أنه لا يحب حماس " لأن في السياسة لا يوجد للحب مكان بل يوجد مصالح".
وأضاف الدجني " هنالك مؤشرات تثبت وجود تقارب بين حماس ودحلان من خلال الافراج عن زكي السكني، وتصريحات دحلان الأخيرة بأنه لا يمكن تجاوز حماس، بالإضافة إلى الإفراج عن الحجاج السبعة، والعديد من الملفات التي تشكل بوادر تقارب لتخفيف المعاناة عن غزة" .
وتابع " أتوقع أن الرئيس عباس سيدرك هذا الخطأ وربما يكون هنالك لقاءات قريبة مع حركة حماس لوقف زحف دحلان في غزة، وسيصب في صالح القطاع من ناحية دعم غزة من جانب السلطة، بالإضافة للتنافس بين دحلان وعباس على خدمة غزة" .
وأوضح أن حماس هي المستفيدة من هذا الحراك وهي الكاسب الأكبر من ذلك، وتريد أن تخفف عن غزة وتلعب بإبداع سياسي بما يخدم مصالحها ومصالح غزة.
وأكد الدجني أن الشارع الفلسطيني لا يقبل أن يكون له رئيس من خلال شرعية عربية أو دولة بل يقبل أن يكون له رئيس من خلال الديمقراطية فقط.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب:" أعتقد أن هنالك ثمة تفاهمات بين الطرفين، ودحلان اليوم يختلف عن عام 2006 لأنه يعلم جيداً وزن حركة حماس في غزة سياسيا وعسكريا".
وأضاف غريب " إذا كان لحماس مصالح من التقارب فدحلان له أيضا مصالح من ذلك، وبالتالي التقارب لم يأت من فراغ بل بعد انسداد الأفق مع الرئيس عباس حول المصالحة".
وتابع غريب " لا يوجد موقف رسمي من الطرفين حول وجود صفقات والحديث عن ذلك مبالغ فيه، ولكن نستطيع أن نسمي ذلك تبادل مصالح " .
وأوضح غريب أن الأيام والساعات القادمة ربما تحمل شيئاً جديداً على الساحة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بترتيب دحلان لعودة العلاقات بين حماس ومصر، قال غريب :" ممكن أن يشكل دحلان تقارب بين النظام المصري وحماس وطي صفحة الخلافات خاص أن هناك تسريبات بعودة السفارة المصرية بغزة وملفات أخرى".
وأضاف "ترتيب العلاقة مع مصر مهم جداً في هذه المرحلة بشرط عدم تورط حماس فيما يجري في سيناء لأنه شأن مصري داخلي".
وتابع " اذا شهدنا خطوات جديدة على الأرض خلال الأيام والساعات القادمة سيثبت أن هنالك تفاهمات بين حماس والنظام المصري ونأمل أن تكون لصالح الشعب الفلسطيني".
المصدر : الوطنية_ بلال عاشور