يصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 22 لمراسم التوقيع على معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، المعروفة باسم " معاهدة وادي عربة".
ووقعت المعاهدة بتاريخ 26 أكتوبر – من تشرين الأول عام 1994، بحضور العاهل الأردني الراحل الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
ورغم الاضطرابات السياسية بين إسرائيل والأردن التي تتمحور حول القضية الفلسطينية، ولا سيما حول الجمود في مسيرة السلام وقضية القدس، إلا أن هذه المعاهدة صامدة ليومنا هذا بعد أكثر من عقدين من الزمن على توقعيها.
وتحدث محرر شؤون الشرق الأوسط في موقع صوت إسرائيل "يوسي نيشر" أن معاهدة السلام مع الأردن صامدة بفضل المصالح والتحديات المشتركة بين البلدين وعلى رأسها المصالح الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالمصلحة في استقرار الحدود المشتركة والمنطقة بأسرها.
وهل سيصمد السلام الأردني الإسرائيلي عقدين إضافيين؟ سؤال وجه نيشر لمدير مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان عبد الله الصوالحة.
وأجاب الصوالحة:" اعتقد أن السلام بين الدولتين سيصمد وذلك لأن السلام هو السمة الغالبة والطبيعية بين الشعوب في حين أن حالة الحرب هي حالة الاستثناء وحالة العداء هي الحالة غير الطبيعية".
وقال إن معاهدة السلام ستصمد بفضل المصالح ومجالات التعاون المشتركة بين إسرائيل والأردن وفي مقدمتها : الطاقة والمياه الزراعة بالإضافة إلى البعد الأمني والتنسيق في القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
الوضع المتفجر
وأما بنسبة للعقبات التي من شأنها إعاقة صمود معاهدة السلام، اعتقد الصوالحة أن ما يهدد العلاقة هو موضوع القدس والمسجد الأقصى وهذا الوضع المتفجر بين البلدين.
وأضاف:" ما دام هناك هدوء في المسجد الأقصى وفي الحرم القدسي الشريف وما دام هناك الحفاظ على الوضع القائم فيما يتعلق بالمقدسات وفيما يتعلق باحترام إسرائيل للوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات في القدس فستستمر العلاقة الإسرائيلية الأردنية. فهناك مجالات للتعاون فيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية والربط بين البلدين في مجالات الطاقة والغاز وربما الكهرباء أيضًا والاهم هو موضوع المياه وقناة البحرين".
الشارع الأردني
ويشار إلى أن موقف الشارع الأردني يعتمد دائمًا على سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين، فيما يتعلق بقضية السلام برمتها.
كما أن الأردنيين بشكل عام يريدون تطوير علاقات مع إسرائيل ولكن ما دام لم تحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي ستبقى الأمور رهينة بالمسار الفلسطيني وسيبقى القدس الموضوع الأهم في الحفاظ على العلاقات بين البلدين، بحسب قراءة الصوالحة.
وأوضح مدير مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان أن احترام الوضع القائم في القدس والتوصل إلى تسوية معيّنة بين إسرائيل والفلسطينيين سيزيد من التعاون والتأييد السياسي في أوساط الشعب الأردني لمعاهدة السلام.
وبين أن الاستثمار الاقتصادي بين "الدولتين سينعكس إيجابيًا على تطوير مفهوم جديد في صفوف المجتمع الدولي تجاه العلاقات مع إسرائيل , و ذلك في ظل وجود التهديدات الإقليمية ومن أبرزها داعش والهيمنة الإيرانية والإرهاب بكل أشكاله.
المصدر : الوطنية