قال القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان إنه لا أحد يستطيع أو يقبل خروجًا آمنًا للرئيس محمود عباس أو غيره، "فهناك ملفات وأسئلة ينبغي عليه الإجابة والكشف عنها".
وأضاف دحلان في لقاء خاص مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية " أذكر الجميع بأن ذمم الرئيس الشهيد أبو عمار فحصت بعمق بعد رحيله، وأبو مازن نفسه فعل ذلك مستعينا بالوكالات الأمريكية والأوروبية، إذًا، لابد أولًا من المصارحة والمحاسبة ثم الخروج الآمن إن كانت ذمته نظيفة".
وتابع " ولا أقبل أن أكون مضللًا، فليس بيدي أو بيد غيرى إصدار صكوك البراءة لأبو مازن أو غيره في ظل معلومات مؤكدة عن ملفات فساد سياسي ووطني ومالي، ولا بد أن تعالج جميعها وفقًا للقوانين الفلسطينية المرعية، وبعيدًا عن فكرة الانتقام والنوازع الشخصية، بل في إطار منظومة ومنظور فلسطيني سليم ومقبول شعبيًا".
المصالحة
وحول المصالحة مع عباس، قال النائب دحلان: " كانت هناك جهود مصرية وعربية خيرية لإعادة الوحدة إلى صفوف فتح من أجل استعادة مكانتها القيادية، والمسألة ليست اختلافات وخلافات دحلان وعباس كما يظن البعض أو يروج البعض الآخر، بل المسألة بين أبو مازن ومجموعته الضيقة، وبين سائر حركة فتح العملاقة قيادات وأسرى وكوادر وقواعد".
وأضاف " مصر ترى أن فتح موحدة وقوية وضرورة وطنية فلسطينية، وضمانة مؤكدة للأمن القومي المصري والعربي، وأن أفضل وأنجح السبل لإنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية أمر قابل للتحقيق عبر وحدة فتح وسلامتها".
وبين " مصر ترى أن إنجاز حل سياسي عادل ومشرف للقضية الفلسطينية يمر جبريًا بوحدة وتجانس الموقف الوطني الفلسطيني".
وتابع "أنا موافق تمامًا على كل موجبات وحيثيات الرؤية المصرية بلا قيد أو شرط، وأبو مازن بدوره تعهد بتبني الرؤية المصرية والعربية، لكنه سرعان ما تراجع كما فعل في كل مرة سابقة، واتخذ مسارًا مختلفًا، وراح يبحث عن سبل الدعم والمساندة، بعيدًا عن مصر والرباعية العربية، وبالتالي تعطلت الجهود بفعل فاعل معلوم".
المؤتمر السابع
أوضح دحلان أن مؤتمر "المقاطعة" يعقد تحت حراب القمع، فهو مؤتمر أمنى بامتياز، وبالتالى لا يمكن أن يكون مؤتمرًا فتحاويًا حرًا، ومخرجاته لن تفلت عن قياسات مسبقة من تأليف وألحان وغناء أبومازن.
وقال " ليس صحيحًا أن مؤتمر المقاطعة يستهدف إقصاء محمد دحلان وزملائه، لأنه مؤتمر يستهدف إقصاء فتح، وتغيير التركيبة الكيميائية للحركة، لتصبح حركة خاضعة لنفس الاشتراطات والقيود التي تخضع لها الأجهزة الأمنية بعقيدتها الراهنة، وتلك عقيدة تنتهك المصالح والأهداف الوطنية الفلسطينية".
وأضاف " نحن نخشى على مستقبل فتح من مؤتمر المقاطعة الأمني، ونرى فيه تهديدًا خطيرًا على عموم العمل الوطني، لكنه أيضًا مؤتمر يثير ويحرك همم قادة وكوادر وجموع حركة فتح، ومن يعتقد أن انعقاد ذلك المؤتمر من شأنه إقفال الجدل الفتحاوي، فهو إما جاهل أو مضلل، لأن الجدل سيحتدم وينطلق فعليًا مع انعقاد مؤتمر المقاطعة وبعده مباشرة".
حماس دحلان
وقال النائب دحلان "أسعى لعلاقات وطنية فعالة في الإطار الوطني إن أمكن وإلى تجنب الفرقة والصدام على الأقل، وإلى محيط عربي قومي فاعل وداعم ومتقبِل، وتلك هي الأسس التي أبنى عليها مواقفي مع قوى العمل الفلسطيني والعربي، ودون أي مواربة أو مناورة".
وأضاف "نسعى لعلاقات مستقرة وقابلة للنمو والتفاعل مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وطبعا مع كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل المقيمة فى سوريا، وأسعى للتواصل مع الأغلبية الفلسطينية المستقلة من خلال منتدياتهم ومنظماتهم وشخصياتهم، وليس لدى ما أخفيه إطلاقا".
وتابع " ولكن السؤال نفسه ينتظر إجابة القوى الأخرى، خاصة قيادة حركة حماس، لأن اليد الواحدة لا تصفق، وأحيانا لا نجد تفسيرا مقنعا لمواقف بعض قيادات حماس، وآخر مثال على ذلك هو منع حركة فتح من الاحتفاء بذكرى رحيل الرئيس الشهيد أبو عمار".
المصدر : اليوم السابع