كعادتهم كل مساء يجلس الصديقان أحمد وعلاء يتجاذبا أطراف الحديث حول اهتماماتهم المتقاربة وخاصة عملهما في مجال الإعلام في الوقت الذي يشغل بالهم كمية الأفكار التي تدور برأسهما ، كي يخرجا بفكرة جديدة لبرنامجهم الخاص “أصانصير”.
ويعمل الشابان على تحويل الأخبار السيئة التي يعيشها قطاع غزة بشكل شبه يومي إلى أخبار ساخرة تجلب نوع من السرور على المتابعين.
ويقول أحمد جرادات (26 عاماً) لـ
: ” الحلقات الساخرة هي الأقرب لقلوب الناس، حيث بتنا اليوم نحفظ ما يضحكنا ولو لثوان أكثر مما يبكينا”، مؤكداً أن البرنامج هو جهد شبابي خالص.
عن تفاصيل فكرة برنامج “أصانصير”، يقول علاء عسقول : ” جاءت الفكرة حينما كنت مع صديقي أحمد في إحدى المصاعد الكهربائية، ونظرت بتمعن إلى مرأة الأصانصير، وسردت إحدى الأخبار بشكل ساخر، فضحك أحمد على تقليدي لنشرة الأخبار، وأخرج هاتفه المحمول وقام بتصويري”.
ابتسم جراد مسترجعا ذات الموقف قائلا “وبعد ثلاثة أيام من تصويري لعلاء، بدأت أُقلب ملفات هاتفي المحمول، وشاهدت الفيديو حتى لمع في ذهني فكرة برنامج أصانصير!”.
وعن اختيار المصعد الكهربائي كمسرح لحلقات “أصانصير” يقول عسقول ” لأن الجو داخل المصعد الكهربائي يمثل غزة، من إضاءة معتمة وضيق للمساحة”. مكملا “هذا يفتح لنا مجال لأفكار غير مستهلكة، مما يدعم قوة الفكرة ويرغب الجمهور بالمتابعة، وخاصة أنه تغيير لروتين برامج الستاند الكوميدي”.
وعن ديباجة البرنامج يوضح عسقول ” هو برنامج أسبوعي الحلقة الواحدة 30 ثانية، كمحاولة لتوصيل نقد سياسي للوضع الذي نعيشه في قطاع غزة، بانتقاد ظواهر تهم فئة كبيرة من أفراد المجتمع بطريقة جديدة لم تُدرج سابقا”.
وعن المعدات التي يستخدمها كلا الشابين، يوضح جراد “يتمحور تصوير الحلقة حول صوت إخباري جيّد، ومرأة مصعد كهربائي وكاميرا الهاتف المحمول وعصا “السلفي” والتي تستخدم لغرضين كحامل للهاتف ومثبت جيد للصوت”.
وعن رحلة إنتاج حلقة متكاملة في “أصانصير” يقول جراد : ” تكون جلستنا أشبه بعملية العصف الذهني من بحث وتحليل لبعض الظواهر المنتشرة في الساحة الفلسطينية والسياسية بشكل خاص، وحين تلمع فكرة الحلقة القادمة من البرنامج تأتي مرحلة الإعداد وكتابة النص “السيناريو”.
وفي صباح اليوم التالي يجهز الشابين الأغراض اللازمة لتمثيل الحلقة، ويشقا طريقهما للبحث عن عمارة سكنية فيها خط كهرباء لعمل المصعد.
أما عن مرحلة التنفيذ والتي يجد فيها الشابين صعوبة بالغة، وعن حديث جراد للصعوبات يوضح ” حلقة البرنامج الواحدة 30 ثانية كما يراها المشاهد، لكن تصويرها قد يستغرق يوم كامل”.
وعن السبب، يُكمل “المصعد الكهربائي يعتبر من الحاجات الماسّة لجميع سكان العمارة، وإن طلبه أحدهم فهذا يُعرقل عملية التصوير، بينما الصعوبة الأكبر التي نواجههما هي انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم الواحد، حيث تقف حائلا أخر حتى ينتهيا من تصوير الحلقة”.
وما أن ينتهي الشابان من الرحلة التصويرية الشاقة، يقوم جراد بتفريغ المواد من جهازه الخلوي إلى جهاز حاسبه الخاص، وتبدأ رحلة المونتاج، منتهية بعرض الحلقة.
ويجلس عسقول خلف جهاز حاسبه ليقوم بنشر الحلقة كاملة على حساباته الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من “فيس بوك، تويتر، إنستغرام”.
ويقول ” قمنا بإنجاز قناة يوتيوب خاصة بالبرنامج، إضافة إلى صفحة فيسبوكية تحمل اسم “أصانصير”.
وعن سبب استخدامهم لمواقع التواصل كنقطة ارتكاز لنشر حلقات البرنامج يكمل “باتت مواقع التواصل أسهل لوصول أكبر عدد ممكن من المشاهدين، حيث من خلال حساباتنا الشخصية نستطيع الحصول على رجع صدى مباشر من الجمهور، والتي تعتبر الدافع الأول لنا كي نكمل العمل على أصانصير” .