تتوالى الأحداث والصراعات الداخلية والخارجية، ويزيد الحصار من قبضته عليناحتى انتشر الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق.
تسونامي اللاحياة يضرب غزة التي باتت تعيش تحت الماء في سكون تام، حتى التيار في سبات عميق والأمواج المتلاطمة هي ما تُسمع، أصبحنا نعيش كالأسماك في حظيرة القروش من يجدف أسرع ينجو بحياته من الموت، لعله يجد حياة خارج الحظيرة.
ومن لا يجدف يموت في مكانه، فالكل يحاول التجديف خارج السرب، ليجد التيار الذي يساعده على الخروج بسرعه خوفاً من القروش المفترسة، ومع تسارع التجديف للنجاة ونيل الحرية ينتظرك الحوت على معبر غزة الغريقة، يتهيأ لك أنه أليف، فتتجه نحوه بكل خوف وحذر، فيبتلعك ويرميك إلى غزة مرة أخرى، وتحاول جاهداً مرة تلو الأخرى ولكن في كل المحاولات تجد الحوت في إنتظارك.
تعبنا من التجديف ودقت فينا اللامبالاة وأصبحنا ننتظر القروش دون مقاومة، دون هروب، دون تجديف، ننتظر الموت الذي يأخذنا من هذه الحظيرة الظالمة.
حزني على من ينتظر الموت كل يوم ولا يناله، من ينتظر الحرية وينتظر وينتظر فلا تأتيه، إلى متى سيبقى الوضع هكذا؟، إلا متى سنبقى تحت الماء؟، متى سيخرج التيار من سباته ويجرف القروش ويخرجنا إلى اليابسة؟، حيث الحياة للجميع، للقوي والضعيف، الفقير والغني، أصبحنا نتمنى أن تأتي سفينة الصيد لتصطادنا من هذه المياة الضحلة.
ماذا فعلتِ يا غزة لكي تغرقي؟، أقليل ما عانيتِ؟! .. أقليل ما أصابكِ؟! .. لماذا نعيش تحت الماء؟.
هذه غزة البقعة الصغيرة والجميلة، التي لا تمتلك ما يمتلكه العالم، لا نطلب الكثير ونرضى بالقليل فأعطونا القليل والسلام.