في رحاب الفكرة والثورة معا، وفي الذكرى السابعة لرحيل المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين ، ذات القيمة الإنسانية والقامة الوطنية الفكرية يقف القلم عاجزا في وصف تلك الشخصية النوعية التنظيمية والحالة الوطنية الانفرادية في الاطار الموضوعي للفكرة والثورة معا ، التي استطاعت أن تخلق حالة نضالية ذات قاعدة عريضة وأفق ممتد للبعد الثوري والجماهيري، من خلال تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية التي كنا أحد روادها في اطار العمل النقابي بالجامعات ، والتي أعطت لحركتنا الرائدة فتح بعداً اضافياً من الامتداد الشبابي الواسع لها ، لكي تكون فتح الحاضنة الثورية والفكرية المعبرة عن هموم وتطلعات شعبنا ، فقد كان يدرك شيخ المناضلين أهمية الالتفاف الشعبي والجماهيري ضمن الاطار التنظيمي ، فلهذا كان لديه فكرة المقدرة على إدارة الصراع مع الاحتلال ضمن مقولته الخالدة " لو قدر لحركة الشبيبة الفتحاوية أن تحيا فهي أقصر الطرق لاجتثاث العدو من جذوره" ، وبهذا استطاع أن يضيف لحركة فتح البعد الجماهيري للحالة الكفاحية المسلحة.
القائد " أبو علي شاهين" لم يذخر جهداً في أي تجربة نضالية كانت ترافق سنوات حياته، فكان على الدوام يقوم بصقلها واعطائها رونقا فكريا ثقافيا، حتى يتم تداولهاالاجيال التنظيمية المتعاقبة.
على صعيد الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، كان لشيخ المناضلين الاسهام النضالي المتميز في صقل التجربة الوطنية للأسرى والمعتقلين ، وهذا في ظل خوض الأسرى والمعتقلين إضرابهم عن الطعام ، وتسطيرهم أروع ملاحم الصمود والكرامة ، كان الفخر للمفكر الوطني أبو علي شاهين تأسيس معالم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، من خلال التجربة الاعتقالية التي استمرت نحو خمسة عشر عاما ، والذي استطاع بحنكة مميزة أن يؤسس ويطور الأداء النوعي للأسرى والمعتقلين في كيفية بناء انسان مناضل ومقاوم بنموذج ثقافي داخل معتقلات الاحتلال ، وتطوير العنصر التعبوي الفكري لدى أبناء الحركة الأسيرة وجعلها تتميز بحالة ثقافية وحدوية على مختلف أشكالها ، ولا سيما التنظيمية ، فهو من قاد أول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال في عام 1970، وفي عام 1976 شارك في قيادة أطول إضراب عن الطعام وقتها في سجن عسقلان، والذي استمر لمدة 45 يوماً، أسفرت مشاركة شيخ المناضلين في إضراب سجن عسقلان، عن قيام إدارة سجون الاحتلال بنقله إلي العديد من السجون الأخرى، وعزله في "زنازين الحبس الانفرادي" لفترات طويلة، واستقر مع قيادة الإضراب في سجن" شطا".
المفكر الوطني "أبو علي شاهين" كان دائم التطلع بعيناه الحالمتان إلى المناضل الثائر والمثقف، والاحتكام لقانون المحبة التنظيمية داخل الإطار الواحد، فهو الذي وضع حجر الأساس لمدرسة أكاديمية تعنى وتهتم بتدريب الكادر الفتحاوي على كافة الصعد والمستويات وتجعل منه مثقفا قادرا على الاستمرار والعطاء تنظيميا ووطنيا.
الثوري "أبو علي شاهين" كان حريصا كل الحرص على اكتمال الشخصية القيادية بالمضمون الذي يحمل البعد الانساني البسيط، من خلال اقترابه والتصاقه بكافة ساحات وميادين العمل الوطني والتنظيمي، فهو صاحب المواقف الوطنية المعبرة عن آمال شعبنا الفلسطيني بكل جدارة، فقد عاش مناضلاً ومقاتلاً، ورحل فدائيا في سبيل وطنه ودفاعا عن عدالة قضيته وهويته الوطنية التنظيمية.
سلام لفلسطين التي أنجبت قائداَ شامخاً، وسلام إلى فتح التي صنعت مجد الثورة والفكرة معاً، وسلام ووردة إلى روح المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين، التي تبعث الأمل في نفوس شعبنا لغد أفضل ووطن قادم حر مستقل عنوانه على هذه الأرض ما يستحق الحياة...