قال آفي شلايم الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية بكلية سانت أنتوني في جامعة إكسفورد البريطانية في رد على استفسارات حول مقال عمداء الدبلوماسية التشيكية: إن جمهورية التشيك هي واحدة من أقرب حلفاء إسرائيل في أوروبا، وإن أهمية مقال Tomáš Petříček و Lubomír Zaorálek و Karel Schwarzenberg تنبع من تحذيرهم لإسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية على أساس "صفقة القرن" التي أطلقها الرئيس ترامب بشكل استباقي، ولذلك ليس من المستغرب أن يواجه هذا الموقف الأول من نوعه انتقادات في الداخل ولا سيما من رئيس الوزراء أندريه بابيش.
وأضاف آفي شلايم: كمؤرخ للصراع العربي ـ الإسرائيلي لدي ثلاثة تعليقات هي:
أولاً حركة حماس ليست منظمة إرهابية محضة وبسيطة وقد فازت في انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة في كانون الثاني (يناير) 2006، وعرضت التفاوض مع إسرائيل على وقف إطلاق نار طويل الأمد، وردت إسرائيل بالرفض، وبدعم مخجل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، لجأت إلى الحرب الاقتصادية على قطاع غزة لتقويض حكومة حماس المنتخبة ديمقراطياً.
ثانيًا، إسرائيل ليست مثالاً للديمقراطية، كما يقول موقعو المقال، إذ لديها حتى داخل حدودها قبل العام 1967 ديمقراطية ذات عيوب، خاصة في معاملة مواطنيها العرب، وهي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليست ديمقراطية بشكل قاطع.. إنها نظام عرقي سياسي تهيمن فيه جماعة عرقية على أخرى، وهناك وصف أخر لهذه الحالة هو: الفصل العنصري.. قانون الدولة القومية وهو التأكيد الرسمي على أن إسرائيل دولة فصل عنصري تتعامل مع الفلسطينيين كمواطنين من الدرجة الثانية!
ثالثاً، أخطأ الموقعون بقولهم إن الفلسطينيين "أهدروا في الماضي الفرصة للتوصل إلى تسوية للصراع". وعلى العكس فقد أظهر الفلسطينيون التزامهم بحل النزاع بالوسائل السلمية من خلال التوقيع على اتفاق أوسلو في عام 1993، ولكن عندما وصل نتنياهو إلى السلطة في عام 1996، شرع في تفكيك اتفاقات أوسلو، وتوسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين، كان التعنت الإسرائيلي، إلى جانب التوسع الاستيطاني، أبرز العوائق أمام السلام، والدليل على ذلك مذكور في كتابي "الجدار الحديدي.. إسرائيل والعالم العربي".
حقيقة الأمر أن إسرائيل مدمنة على الاحتلال، إن رئيس التشيك ورئيس الوزرا ليسا صديقين حقيقيين لإسرائيل لأنهما ينغمسان في حالة إدمان.. أصدقاء إسرائيل الحقيقيون في التشيك هم الموقعون على المقال الشجاع والصادق المشار إليه.