يبدو في رحاب التغيرات والتحولات الاقليمية والعالمية الملحوظة والمفاجئة، وخصوصاً بعد فوز بايدن وتوليه عرش الادارة الأمريكية الجديدة ، أن هناك شيئاً يلوح في الأفق ، الذي من الممكن أن يحدث اختراقات وتطورات غير مسبوقة على الواقع الاقليمي ، وعلى صعيد القضية الفلسطينية من جديد ، وعلى حال السياسية "الإسرائيلية" التي تراوح مكانها في ظل ثلاث مراحل انتخابية، والحديث حالياً عن امكانية الذهاب لانتخابات رابعة ، نظراً لتعثر الوفاق والاتفاق السياسي بين الحزب الإسرائيلي الحاكم الليكود الذي يتزعمه " نتنياهو" وبين كبرى الأحزاب الحليفة المشاركة في الإتلاف الحكومي ، إضافة إلى المعارضة التي يتزعمها "لبيد".
كل ما سبق ذكره من مشاهد ومتغيرات ومواقف وتحولات ، تجعل من الممكن للواقع السياسي القادم اسعافه في تبني خطوات فعلية، من الممكن المراهنة عليها في إحداث تغيرات ونقلة نوعية للأمام على صعيد التطلعات الإقليمية وفق منظور مشترك مع الادارة الأمريكية الجديدة ، بعد انعدام المنظور والأفق في عهد ولاية ترامب، نظراً لتشدده وكراهيته للمحيط الاقليمي وتعنت مواقفه في وجه المجتمع الأوروبي والعالمي، وانصياعه التام لرغبات دولة الاحتلال "إسرائيل"، والذي من المحتمل والوارد جداً أن يدفع ثمنها السياسي حزب الليكود ونتنياهو في حال الذهاب لانتخابات رابعة، لأن المجتمع والرأي العام الإسرائيلي لن يبق رهينة سياسات نتنياهو الداخلية المتعثرة في التوصل إلى حالة وفاق واتفاق بينه وبين الأحزاب الإسرائيلية.
الحديث عن امكانية انطلاق مبادرة مؤتمر سلام جديدة عنوانها الاقليم العربي على طريق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لعله من المبكر الخوض بها وفي تفاصيلها أو حتى الحكم عليها، في ظل ضبابية الواقع الحالي، برغم وجود معالم وارهاصات واقعية من الممكن أن تحدث تأثير وتغير مختلف، التي كما ذكرنا منها التغيرات الاقليمية الطارئة في ظل وجود ادارة أمريكية جديدة ستحمل رؤية مختلفة بالتأكيد عن من سبقها، واحتمال التغيير الشامل في السياسة الاسرائيلية الداخلية في حال الذهاب لانتخابات رابعة ورحيل نتنياهو.
كل ما سبق يبقى رهينة الاحتمالات والتوقعات المبنية على متابعة مستجدات الأخبار والأحداث التي تعصف بكافة الأطراف، التي تمتلك القدرة على الاختراق والتأثير والتقدم خطوة نحو الأمام، في حال وجود رؤية تكاملية شاملة يتفق عليها الجميع، تكون بمثابة القاسم المشترك لبداية نقطة الانطلاق.
لهذا وعلى وجه السرعة والخصوص، المطلوب فلسطينياً الاستفادة من السابق وأخذ العبر والدروس، لكي تطمئن وتتوحد النفوس الوطنية جميعاً وتتخلص من الوباء والفيروس، فيروس الانقسام، والانطلاق بسرعة عاجلة وللأمام في اتمام المصالحة الفلسطينية وانجاز الوحدة الوطنية وفق شراكة سياسية فلسطينية حقيقية تجمع الجميع دون استثناء أو اكتفاء أو انطواء أو تمييع، لأن هناك من الكثيرين يستطيع.