على مر التاريخ السابق والحاضر يثبت هذا الشعب مدى أصالته وعراقته ووطنيته وتسامحه، على الرغم من كل ما حصل له من أزمات وويلات تسبب بها هذا الانقسام البغيض لأكثر من عشرة سنوا.
إلا أنه في كل مرحلة كان على أمل أن ينتهي هذا الانقسام بين شقي هذا الوطن، لم ييأس هذا الشعب من نقطة الضوء التي سيخرج نورها يوماً بتحقيق هذه المصالحة.
وهذا دليل قاطع على أصالة المواطن الفلسطيني، كذلك قطعنا الشك باليقين أن الشعب غير عنصري ولا حاقد على من تسبب بهذه الفتنة وهذا الانقسام وذلك من خلال هذا الترحيب بالصادقين وكل من مد يده لإخراج هذا الشعب من الغرق في ويلات الظلم والاستبداد والقهر الذي عاش فيه.
من هنا كلمة حق يجب أن تقال وهي يجب على كل من كان سبباً في هذا الانقسام أن يقبل جبين هذا الشعب بكل أطيافه على صبره وتحمله ومسامحته لهم، لأنه شعب عظيم معطاء. يجب أن يتم طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ القضية الفلسطينية، حتى نحافظ على ما تبقى من الروح الوطنية لدينا، لنصل للحلم الفلسطيني، حلم ياسر عرفات والياسين، والشقاقي وأبو علي مصطفى بتحقيق حلم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وبكل جرأة نقول لا تجعلوا من المصالحة يا ولاة الأمر تقسيم للمغانم بينكم وتنسوا مجدداً الشعب الذي تم قهره منكم، لأنه صبر طويلاً على الظلم والطغيان، يجب أن نكافئ المريض بتوفير العلاج السريع والمجاني له، كذلك العامل توفير فرصة عمل وفتح سوق العمل المحلي والخارجي له، ولا ننسى قوافل الخريجين الذين انعدمت حياتهم وانداست كرامتهم بأن نوفر لهم فرص للعمل، كذلك مشكلة الكهرباء والمعابر والكثير الكثير.
مشاكل كثيرة ونعلم أنكم لا تملكون عصا سحرية ولكن يجب أن نرى أشياء ملموسة على أرض الواقع كي ينبت الأمل من جديد، ويعود الحب بين جميع أطياف المجتمع.
في النهاية يجب أن نشكر كل من حرك المياه الراكدة من أجل تحريك عجلة المصالحة، نشكر الأخوة المصريين حكومة وشعباً على وقوفهم معنا، من أجل إنهاء الانقسام ونطلب منهم المزيد، ونشكر السيد الرئيس محمود عباس، كذلك نشكر السيد محمد دحلان، والسيد يحيى السنوار على الأخذ بجدية من خلالهم جميعا مصلحة شعبهم والعمل على حلها.
قبل أن أنهي كلامي هناك مرض أصاب حركة فتح وهو الخلافات الداخلية بين السيد الرئيس محمود عباس والأخ محمد دحلان وأن نعالج هذا المرض حتى تتجنب الحركة أي خسارة لها في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة لأن الأزمة موجودة وإذا استمرت عواقبها وخيمة.