الواضح من ترويج إعلان حكومة الدكتور اشتية الخاص بإنشاء الفريق الوطني لإعمار غزة، إظهار أن الفريق يشكل حالة تشاركية متنوعة وشاملة للجغرافيا والقطاع العام والخاص والمجتمع المدني، في فلسطين وخاصة من غزة، وكل ذلك يمكن الحكومة من تحقيق صورة مستقرة أمام المجتمع الدولي والاقليم، بأنها ومن خلال هذا الفريق هي الأكثر جدارة وتمثيل للشعب الفلسطيني فيما يتعلق بالإعمار، وتحظي بمشاركة وقبول مختلف الأطراف ذات العلاقة وبمشاركة المجتمع المحلي أيضاً.
إلا أن الفاحص والمدقق في تشكيلة هذا الفريق ومكوناته يعلم جيدا بأنها تشكيلة شكلية هزيلة وضعيفة، تمكن وزراء الحكومة وعلى رأسهم وزير الأشغال المثير للجدل في غزة، من القرار والسيطرة على عملية إعادة الإعمار، وتضع الآخرين محل المستشاريين والمعاونيين والدعم الفني لوزراء الحكومة، وبذلك نكون أمام مسرحية سياسية كبرى، الهدف الكبير المراد تحقيقه منها هو ممارسة الضغط الدبلوماسي الناعم على الدول المانحة والعربية لتوجيه أموال إعادة الإعمار بشكل مباشر عبر خزينة الحكومة الفلسطينية بقيادة الدكتور اشتية، تحت غطاء ما أعلن عنه تحت مسمى "الفريق الوطني لإعادة الإعمار".
نحن لا نريد فرق لإعادة الإعمار تكون مسلوبة الإرادة وتحت رحمة المتنفذين...، المطلوب فقط لجنة وطنية مستقلة مهنية متخصصة، مقر إقامتها وعملها وتواجدها في غزة، وادارتها المالية والإدارية مستقلة تماماً عن الحكومة الفلسطينية في رام الله وفي غزة أيضاً، وتمتلك كامل الصلاحيات للاتصال بالمانحيين عبر العالم.