إصلاحي فتح، رغم أنه انطلق من رحم الحزب الحاكم للسلطة الفلسطينية، لكنه يحمل كل خصائص المعارضة الحقيقية في مواجهة ممارسات الاستبداد التي ينتهجها عباس وفريقه.
قيادة هذا الاتجاه الإصلاحي وكوادره داخل الحزب الحاكم، دفعت ثمن موقفها وما زالت تفعل، وقد تحوّلت إلى قوّة دفع جماهيرية نحو التغيير.
يوجد رهان على نتائج اجتماع قيادة الإصلاحي التي عقدت قبل أيام، بأن تصبح هذه القوّة الكبيرة الصاعدة نموذج ديمقراطي مبادر أكثر تأثيراً وريادة لانقاذ الحالة السياسية الفلسطينية التي أصبحت في قلب الكارثة.
ما وصلت إليه الحالة الفلسطينية من كارثية بفعل الاحتلال واتجاه سياسي حاكم متساوق معه ويستظل بظله، يحتاج إلى تحولات حقيقية في مواقف بعض القوى السياسية المعارضة تتجاوز الانتهازية والمرواغة والرهان على صلاح السلطان، أو خزائنه، أو الخوف من عسسه، واستعداد عالي لدفع ثمن تلك التحولات.
كما تتطلب حوارات وتنازلات تأسيسية من جانب تلك القوى، تساهم في تشكيل جبهة للانقاذ الوطني قبل فوات الأوان.
صار موقف رئيس السلطة وفريقه أكثر وضوحاً في مسألة الصراع مع الاحتلال وادارة الأوضاع الداخلية، حيث تعطيل الانتخابات العامة وحملات القمع الخطيرة والتعدي على الحريات الخاصة والعامة، والحرب الأخيرة على غزة ومعركة الشيخ جراح وورقة المطالب التي أرسلها للادارة الأمريكية وغيرها من قضايا، أسقطت آخر أوراق التوت عن مؤخرة عباس، وسقط معها بلا شكّ في قبضة إسرائيل والتوجهات الأمريكية للمنطقة.
يوجد اتجاه يعمل علناً وبوقاحة منقطعة النظير على تكريس الاحتلال واحباط الفلسطينيين وتحويل الفلسطينيين إلى عبيد ضعفاء في كل مكان، حان وقت اسقاطه بما يمثل من مآسي واستبداد وامتهان لكرامة الناس وخطورة على مستقبلهم.