وبعد مرور 34 عاماً على اغتيال ناجي العلي العاشق للأرض، وشوق الحنين الممتد من عيون حنظلة صاحب العهد، المتطلع للوطن بروح الغد، ليحاكي تفاصيل القضية بروح فلسطينية عربية، من خلال ايمان ريشة الفنان بالفكرة والثورة والانسان، لازال "ناجي" أهم رموز القضية وحنظلة الفكرة والهوية.
ناجي العلي حكاية فرح منسي خلف الحدود ، ورواية حزن مكبلة بالقيود، وعنوان وطني متكامل للإنسان المضطهد والمحتل، الباحث عن الأمل والحل، في حلم جميل يعانق شوق الوطن ونسيم هواه المعتل من سطوة المحتل، المعتق برائحة البرتقال الحزين، وعود اللوز المزروع بين الضلوع ، وغص الزيتون المتمسك بحلم العودة والرجوع، للأرض الذي يفوح من ثراها عِطْر الشهداء الرافض للذل و الركوع.
ناجي العلي ... أيها الوجع المسافر بأحلامنا مع الأيام ، لتعانق صهيل الروح ريشة الفنان والانسان، الذي رسمت حدود المكان والزمان ، لتغرد قهراً ونصراً في أقبية رسومات، كان لها حنظلة الاسم والهوية والعنوان.
حنظلة... أيها الصبي ابن العاشرة، وعنوان الطفولة البائسة المهاجرة، التي لا تعترف بمرور الزمن، حتى تقرير المصير والعودة للأرض المحتلة فلسطين.
حنظلة... أيها الباقي على عهد ناجي العلي الذي ذاق مرارة التهجير وألم الطرد وذل التشريد، وهو في سن العاشرة حاملاً رغم المآسي والمحن بين أنامله الصغيرة خارطة الوطن، وريشة الألم والمحن، وواضعاً في حنايا قلبه الكبير وعقله الرزين الفرح والأمل المتيم بعشق الأرض وفلسطين.
قبل الختام : إلى حنظلة الذي مازال يدير ظهره للخلف، والعاقد يداه الصغيرتان وراء ظهره، نُعْلِمَك أن المشروع الوطني المستقل لازال بحاجة إلى جهد وفعل، ضمن رؤية واضحة و نوايا صادقة، وخطى فلسطينية واثقة.
في الختام : ناجي العلي نُعْلِمَك أن الوطن مازال يرزح تحت وطأة الاحتلال، والانقسام السياسي العنوان لشقي الوطن بجنوبه وشماله ، التي ضاعت في مهب الرياح آماله وأحلامه، وغادر الفرح جفونه، واستبدلت أيامه بهمومه.
إلى روح ناجي العلي الفكرة والثورة والانسان، وردة وسلام.