أيام قليلة مضت على العبور العظيم للأسرى الستة الأبطال، وقدرتهم العبقرية على تنفس عَبَق الحرية ، رغم أنف السجان ضمن رسالة فلسطينية جديدة ،عنوانها كسر هيبة المحتل وهزيمة المنظومة الأمنية الهشة للعدو، التي هزمها أسرى أحرار بإمكانيات ذات ارادة وطنية وانسانية حققت المعجزات في أبسط الامكانيات.
لا نخفي الحزن ومرارة الألم لاعتقال الأسرى الأربعة ، الذين كانوا أحرار من قيد السجن والسجان ، واعادتهم للتنكيل وعتمة الظلام ، ورغم الألم يبقى الأمل المعانق للحرية وللإنسان المؤمن بحتمية النصر وعدالة القضية.
العبور العظيم وحاجة التقييم لمستجدات الأحداث واعادة الاعتقال، يعتبر الدرس الوطني الأكثر أهمية للاستفادة منه ، من أجل استخلاص العبر والعظات ، لأن الصولات والجولات مع المحتل لم تتوقف ولن تنتهي، إلا بعد الانعتاق من الاحتلال وتحقيق حلم الدولة والحرية.
التقييم للعبور العظيم ومستجداته وتبعاته ،يحتاج إلى روح وحدوية فلسطينية، التي للأسف كانت الغائب في مشهد العبور العظيم ، فكان لا بد عند أول لحظة عن سماع خبر العبور للستة الأبطال، أن تجتمع كافة المكونات الوطنية والسياسية على قلب رجل واحد، وتضع برنامجاً وحدوياً لمتابعة الموقف ومستجداته ، وتوفير الحاضنة الشعبية الأكثر تفاعلاً وايجابية مع الحدث، ضمن توجيه وارشاد تعبوي وطني وشعبي على كافة الصعد والمستويات، وتوفير الحماية وعنصر الأمان قدر الامكان لأسرى العبور الستة، وفق الامكانيات المتاحة ، التي كانت تحتاج إلى ادارة وانجاز، حتى يكتمل الشطر الثاني من بيت القصيد الوطني للعبور، ليتم تسجيل الهدف الثاني في مرمى الاحتلال، ألا وهو تتويج انتصار العبور بانتصار آخر، ألا وهو هزيمة المنظومة الأمنية للاحتلال مرة أخرى، وتخلص الأسرى الأحرار من ذل السجن وقيد السجان بلا رجعة.