استقبال رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية "ماجد فرج"، مساء الاثنين الماضي ، لحاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جناح فلسطين بإكسبو 2020 دبي، والترحاب به خطوة هامة على طريق تجديد العلاقة الايجابية البناءة ، بعدما اكتوت دولة الامارات الشقيق بنيران الافتراء وأشواك الجفاء وغياب ادراك العقلاء من ساسة ومسؤولين السلطة الفلسطينية ، الذين للأسف الشديد في لحظة زمنية عابرة غير مسؤولة لم يحافظوا على أبسط القواسم المشتركة مع دولة الامارات وشعبها الأصيل ، فقد اعتبروا بعض جباهدة الساسة والمسؤولين الرسميين في السلطة الفلسطينية في لحظة ما أن الامارات تقوم بالتدخلات في الشأن الفلسطيني لحساب شخصيات في معادلة الحفاظ على التوازنات ،وتثبيت ما تريده الامارات من مواقف وسياسات في الواقع الفلسطيني ،وهو الأمر الذي لا يقبله المنطق ولا العقل ولا حتى أبجديات العلم في عالم السياسات ، لسبب بسيط أن الامارات وبمكانتها وحضورها العربي والعالمي بين الدول ليست بحاجة إلى فرض معادلات وتقوية توازنات لحسابات خاصة ، لأن الامارات أكبر من ذلك بكثير ولا يهمها سلبية التأثير العشوائي غير المحسوب من بعض الشخصيات والجهات الرسمية الفلسطينية، لأنها تدرك أن الواقع الفلسطيني يعاني من ازدواجية وانفصام وانقسام ،فلهذا ظلت الامارات ورغم عمق الجرح محافظة على العلاقة مع شعبنا الفلسطيني ، دون التفات أو اكتراث لأي انتقادات لا هدف لها أو مضمون سوى بعودة التأثير السلبي على أصحابه.
باعتقادنا استقبال رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية مساء الاثنين الماضي ، لحاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جناح فلسطين بإكسبو 2020، يعد انطلاق مرحلة جديدة لعلاقة السلطة الفلسطينية مع دولة الامارات الشقيقة ،عنوانها التكفير عن الذنوب السياسية وسيل التصريحات والاتهامات والافتراءات التي لحلقت في دولة الامارات من قبل السلطة في حقبة زمنية غابرة وعابرة، واقتناع السلطة الفلسطينية اليوم أن كل ما قالته عن الامارات ذهب أدراج الرياح العاصفة ، التي حملت العواصف لدولة تكن لشعبنا الفلسطيني بأكمله التقدير والاحترام والمحبة وصدق المشاعر ونبل العواطف.
علاقة السلطة في الامارات واستبدال السلبيات بإيجابيات تعتبر خطوة مهمة يجب تفعيلها ضمن نطاق سياسي دبلوماسي واسع ومسؤول على وجه السرعة ، لأن دولة الامارات لديها الكثير من المعطيات والامتيازات والامكانيات والمقومات والايجابيات، التي تدعم وتعزز ايجابية التفاعل مع عدالة القضية الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات ، فلهذا من الضروري جدا ايجابية استثمار العلاقات بجدية ومنهجية من قبل السلطة الفلسطينية، على طريق تحقيق الاستقرار والوحدة الفلسطينية بكافة تفاصيلها دون استثناء أو احتواء.
قبل الختام : السياسة الصادقة والوازنة فن يجيده المهرة المحترفين الواثقين بأنفسهم وشعبهم وعمقهم العربي من المحيط للخليج ، ضمن رؤية وطنية وهوية عربية لتفعيل عدالة القضية في كافة المحافل العالمية، لأن السياسة بحورها طوية ومحيطها عميق ، وبحاجة دوماُ الى عمق الرؤية والتحليل و المراجعة والتدقيق.
في الختام : وفق رؤيتنا الشخصية من الممكن أن يحمل المستقبل القريب أمل انطلاق مؤتمر عالمي جديد للسلام الشامل والعادل ، عنوانه حل الدولتين بصحبة مصر والأردن، تكون الامارات الشقيق بوابته وعنوانه، وإلى دولة الامارات كل التقدير والاحترام على سعة صدرها ، وحبها الأبدي لشعبنا الفلسطيني، وإلى صاحب النفس الأطول في السياسة الفلسطينية " محمد دحلان" ترفع القبعات وتفتخر بشخصيته الوطنية الهامات والقامات.